أربع جماعات عنف في البلاد والشباب يضعون توفير فرص العمل على قائمة مطالبهم وهيكلة الجيش من أهم أولويات الرئيس الجديد
قال تقرير عن الانتخابات الرئاسية المبكرة أصدره مركز أبعاد للدراسات والبحوث أن استطلاعا للرأي نفذه فريقه في ساحات شباب التغيير اظهر أن أهم مطلب للشباب من الرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي هو الحد من البطالة وتوفير فرص عمل للشباب ومحاكمة المتهمين بقتلهم في الساحات وبناء الدولة المدنية.
وأشار إلى أن أهم أولويات الرئيس في وجهة نظر الشباب هي " إعادة هيكلة المؤسسات العسكرية وحل القضية الجنوبية، وان أهم التحديات هي جماعات العنف اهمها جماعة الحوثي والحراك الانفصالي المسلح والقاعدة وبقايا نظام الرئيس صالح".
تحديات أمام الرئيس هادي:
وأشار التقرير إلى بعض القضايا التي ناقشها شباب خمس ساحات في صنعاء وعدن وإب وحضرموت والبيضاء أثناء إجاباتهم على أسئلة استطلاعات الرأي، قد أجمعوا أن " جماعات العنف بينها الحوثيين والحراك الانفصالي المسلح والقاعدة وبقايا نظام الرئيس صالح وعائلته تعد أبرز التحديات التي ستواجه الرئيس عبد ربه منصور هادي خلال الفترة الانتقالية".
وتطرق التقرير إلى تحدي آخر تضمنته استطلاعات الرأي بين شباب الساحات وهو " خطورة استمرار المظاهر المسلحة المنتشرة في عدد من العواصم والمدن اليمنية وكذلك أعمال العنف والفوضى التي تفتعلها بعض الجماعات بمساندة قيادات محسوبة على النظام السابق، ومستفيدة من حالة الانفلات الأمني".
وحسب التقرير فإن هناك تحديات أخرى أمام الرئيس هادي ذكرتها استطلاعات الرأي مثل " الإرث الكبير الذي خلفه النظام السابق من فساد ورشوة ونهب للمال العام ووضع اقتصادي ومعيشي متدهور وحروب وثارات قبلية ونعرات طائفية ومذهبية وقتلٍ للأبرياء من شباب الثورة والسكان المدنيين".
وجاء في تقرير أبعاد " ربطت استطلاعات الرأي بين شباب ساحة التغيير في حضرموت إمكانية تجاوز مثل هذه التحديات بمدى قدرة هادي على اتخاذ القرار ".
مطالب الشباب من الرئيس الجديد:
أما عن المطالب التي يفترض أن يحققها الرئيس الجديد للشباب فقال التقرير أن مطالب المشاركين في قياس الرأي تختلف حسب اهتمامات واحتياجات كل محافظة على حده وكذلك الظروف التي يعيشها الشباب هنا أو هناك.
وأضاف" جاء الحد من البطالة وتوظيف الشباب وتوفير فرص عمل لغير المتعلمين منهم على رأس قائمة مطالب الشباب من الرئيس الجديد، تليها مطالب بمكافحة الفقر ومحاربة الظلم والفساد والاستبداد والاهتمام بالعملية التعليمية وإتاحة التعليم المجاني والمتخصص للجميع" .
وقال تقرير أبعاد " الملفت هنا أن العملية السياسية لنقل السلطة سلميا والمتمثلة في الانتخابات التوافقية المعتمدة على المبادرة الخليجية أدت إلى تراجع الثوار في ساحات التغيير بصنعاء وعدن وحضرموت وإب من اعتبار محاكمة أركان النظام أهم مطالب الثورة ، وجاء هذا المطلب إلى جانب بناء الدولة المدنية القائمة على العدل والمساواة وتوفير الرعاية الكاملة لأسر الشهداء والجرحى بعد المطالب التي تحدثت عن الحد من البطالة وتوظيف الشباب".
وأضاف" إلا أن العكس من ذلك تماماً في ساحة الثوار بالبيضاء فقد تصدر مطلب محاكمة القتلة وبناء الدولة المدنية الحديثة قائمة مطالب الشباب هناك، يأتي بعدها إقالة أولاد الرئيس صالح وأقاربه وكل المتورطين في قتل الشباب من مناصبهم ثم تغيير نمط الحكم وتلبية كافة تطلعات الشعب اليمني في الحرية والعيش الكريم واحترام الرأي وإعادة الحقوق إلى أصحابها".
الأولويات أمام النظام الجديد:
وأكد تقرير أبعاد أن أولويات شباب الساحات تختلف بين ساحات المحافظات الشمالية والجنوبية، وقال " تصدرت إعادة هيكلة مؤسسات الجيش والأمن قائمة الأولويات التي يجب على الرئيس الجديد القيام بها من وجهة نظر شباب ساحاتي صنعاء والبيضاء، تلتها أولوية الأمن والاستقرار وتلبية مطالب الشباب ومحاربة الفساد وإقالة كافة رموزه ومحاسبتهم والحد من البطالة وحل القضية الجنوبية ومشكلة صعدة حفاظاً على الوحدة وإنهاءً للصراعات الطائفية".
وأضاف " أما شباب الثورة في محافظات عن وحضرموت فقد احتلت القضية الجنوبية المرتبة الأولى في الأولويات التي تنتظر الرئيس هادي، يأتي بعدها إرساء الأمن وهيكلة المؤسسات العسكرية وإنعاش التجارة والاقتصاد وتحقيق العدالة والتنمية وإعادة الحقوق المنهوبة والدعوة إلى حوار شامل ومصالحة وطنية لا تستثني أحدا".
وحسب التقرير فإن شباب الثورة في الساحات ومن خلال قياس الرأي رأوا أن من ضمن الأولويات " رعاية أسر الشهداء والجرحى وبناء الدولة المدنية بما يضمن تحقيق العدل والمساواة ورفع الظلم والفصل بين السلطات، وصياغة دستور جديد يحفظ لليمن سيادتها في العالم ويؤسس لدولة نظام وقانون".
وكون معظم المستهدفين في قياس الرأي هم شباب ساحة التغيير فإن التقرير أشار إلى أن معظم المستطلع أرائهم " تمنوا على رئيس الجمهورية الجديد أن يضع العلم والتعليم في مقدمة اهتماماته خلال المرحلة القادمة".
وأضاف" على الصعيد الخدمي يرى غالبية الشباب في ساحات التغيير أن من بين الأولويات التي يفترض على الرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي العمل بها بالتعاون مع حكومة الوفاق الوطني حل أزمة الوقود (المشتقات النفطية) وإعادة أسعارها إلى ما كانت عليه في السابق وتخفيض أسعار السلع الغذائية الضرورية وتوفير كافة الخدمات الأساسية من كهرباء وماء، والتخفيف من معاناة المواطنين وتحسين مستواهم المعيشي".
هادي بين الثورة والنظام:
وأكد تقرير أبعاد أن " غالبية المشاركين في استطلاع الرأي من شباب ساحات التغيير في صنعاء وحضرموت وعدن يروا أن الرئيس عبد ربه منصور هادي هو أقرب للثورة منه إلى النظام مستندين إلى موافقته بالترشح للرئاسة رغم معرفته المسبقة للمخاطر، ومعتبرين أن ذلك لا يأتي إلا من صاحب مشروع وطني يسعى من خلاله إلى إخراج البلاد من الأزمة الراهنة، وانه لم يظهر أي عداء للثورة والشباب في الساحات والأكثر تفهماً لمطالبهم وتطلعاتهم والأقرب للتحاور معهم".
وأضاف" في حين ذهب معظم شباب ساحة أبناء الثوار بالبيضاء إلى القول أنه يقف بالتساوي بين النظام وشباب الثورة، معتبرين انه يريد مسك العصا من المنتصف وإثبات حسن نوايا للطرفين من اجل توحيد جهود فرقاء العمل السياسي، أما شباب ساحة إب فغالبيتهم قالوا أنه أقرب إلى النظام السابق واستندوا إلى شغله منصب نائب صالح خلال 16 عاماً وكذلك منصب أمين عام المؤتمر الشعبي العام، وكذا عدم انتقاده لفساد نظام صالح العائلي وعدم إعلان موقف صريح منه، متهمين له بالمشاركة في قرارات الإقصاء والتهميش التي كان يتخذها حزبه المؤتمر ضد خصومه السياسيين وعدم التوجيه بوقف كل الانتهاكات وأعمال العنف التي ارتكبها الحرس الجمهوري في أرحب ونهم وبني جرموز وحي الحصبة وصوفان ".
الخارج والبحث عن مصالحه:
وتطرق تقرير أبعاد إلى إجابات شباب الساحات في استطلاع الرأي حول الاهتمام الخليجي والدولي باليمن، وقال " عكست الإجابة على السؤال المتعلق بدوافع اهتمام المجتمع الدولي باليمن تخوف غالبية الشباب اليمني من تحركات الخارج في قضاياهم، حيث اعتبروا جميعا أن هذا الاهتمام يأتي من باب الحفاظ على مصالحهم ، ثم يتدرج ذلك إلى الخوف من تاثير الحرب على الأمن الدولي ، ومعتبرين أيضا هذا التحرك يأتي في إطار التحالفات السابقة مع النظام السابق في إطار ما يعرف بالحرب على الإرهاب لكنه بدرجة أقل من التحرك من اجل المصالح".
وأضاف" اما عن التحرك الخليجي فأجاب غالبية المستطلع آرائهم من الشباب إلى أن هذا الاهتمام معزز بدافع الخوف من انتقال الثورة إلى تلك البلدان، ومن ثم تأتي التوقعات بدرجات أقل حول الخوف على الأمن الاقليمي في حال اندلاع الحرب في اليمن".
الديمقراطية في مواجهة العنف المسلح
وقال تقرير مركز أبعاد للدراسات والبحوث أن هذه الانتخابات كشفت عن تواضع القاعدة الشعبية لأربع حركات عنف في البلاد, وأن المستقبل في اليمن للحركات والأحزاب السياسية.
وأضاف التقرير " إن تنظيم القاعدة وجماعة الحوثيين والحراك الانفصالي المسلح إلى جانب الجماعات المصلحية التي ارتبطت مع النظام السابق كلها فشلت في محاولاتها إجهاض الانتخابات الرئاسية المبكرة بشكل عام، وإن كانت أوقفت أو عرقلت العملية في أماكن تواجدها".
وأشار إلى أن قرار الحوثيين والحراك الانفصالي مقاطعة الانتخابات واستخدام السلاح والعنف ضد المدنيين قوض من التعاطف الشعبي مع قضاياهم وكشف الوزن الحقيقي لهم على الأرض، وهو ما سينعكس على الأداء السياسي المستقبلي وقد يعيد رسم خارطة جديدة للتحالفات.
وأكد التقرير أن تفاعل شباب ساحات التغيير في هذه الانتخابات فاق كل التوقعات " وهو ما قد يؤدي للقطيعة بينهم وبين التيارات المقاطعة والتي استخدمت السلاح ، باعتبار الانتخابات المؤشر الأول لتحقيق أهداف الشباب، ونقطة التحول الأساسية في طريق إسقاط نظام الرئيس صالح وبناء الدولة المدنية، بحسب ما جاء في استطلاعات الرأي الذي نفذته فرق مركز أبعاد ضمن برنامج تعزيز دور الشباب بالتعاون مع برنامج الدعم الانتخابي".
عنف الحراك المسلح والتواطؤ الأمني:
في عدن قال التقرير أن المدينة شهدت لجانها الانتخابية أعنف الهجمات من قبل الحراك الانفصالي مستخدمين السلاح الثقيل والخفيف، وأحرقت على إثرها صناديق ستة مراكز انتخابية ، بينها مركز استهدف من قبل عسكريين محسوبين على قوات الأمن، فيما غادرت اللجان الانتخابية من 24 مركزا انتخابيا لانعدام توفير الحماية الأمنية وانسحاب رجال الأمن من أربعة مراكز تحت ذريعة عدم استلام مستحقاتهم المالية، ومنع عسكريون وشخصيات محسوبة على الحراك المسلح المواطنين من الوصول إلى مقار اللجان الانتخابية كما حصل في المركز ( ج) بالدائرة 27 والمركز (س) بالدائرة 22، وتم الاعتداء على فرق الرقابة كما حصل مع فريق مركز أبعاد في المركز ( ح) بالدائرة 23.
وفي شبوة – حسب التقرير – فقد منع الحراك المسلح إجراء الانتخابات في 44 مركزا انتخابيا من أصل 199 مركزا موزعا في تسع دوائر انتخابية.
وفي حضرموت التي قال التقرير انها شهدت إقبالا متواضعا بسبب التهديدات المسبقة لفصائل الحراك المسلح بالتصفية الجسدية " فقد أوقفت هجمات الحراك الانفصالي ثلاثة مراكز في المكلا ومركز انتخابي في سيئون، في حين أوقف قائد لواء عسكري محسوب على النظام فرز أوراق الاقتراع في دائرة الحورة" .
وأشار إلى أن الحراك المسلح أوقف مركزين انتخابيين في الدائرة 124 بمكيراس في محافظة البيضاء القريبة من محافظة أبين، التي أوقف فيها الحراك هي الأخرى العملية الانتخابية في دائرتين بمنطقتي رصد وسرار، إلى جانب ان مواطني ثلاث دوائر أخرى فيها هي المحفد وجيشان واحور يتهمون اللجنة الاشرافية التي تقاسمها حزبي المؤتمر والاشتراكي إلى عرقلة إجراء الانتخابات فيها بسبب عدم ايصال صناديق الاقتراع بحجة مخاوف أمنية.
عنف القاعدة:
وقال تقرير أبعاد " إن تنظيم القاعدة هو الآخر كان سببا وراء إيقاف دائرتين في جعار وزنجبار بأبين، وبذلك لم تتم العملية الانتخابية في ثلثي الدوائر، وجرت فقط في ثلاث دوائر هي لودر ومودية والوضيع إلى جانب إجراءها في جميع مراكز النازحين بعدن والمحافظات المجاورة".
وجاء في التقرير " أوقف تنظيم القاعدة المركز ( ص) الانتخابي في الدائرة 131 برداع في محافظة البيضاء، وتجنبت اللجنة الأصلية هناك إرسال اللجان الانتخابية إلى المركز (ق) بمنطقة المناسح مسقط رأس الشيخ طارق الذهب الذي قتل بعد أسابيع من سيطرته مع أعضاء القاعدة على قلعة العامرية".
عنف الحوثيين:
وعن الحوثيين فقد قال تقرير مركز أبعاد " تسببوا في عرقلة وإيقاف الانتخابات في كثير من مراكز الدوائر بصعدة وحجة، وعمران ، وشهدت المناطق المسيطر عليها من قبلهم توترات وتهديدات للناشطين والناخبين "
واضاف التقرير " لقد اوقف الحوثيون الانتخابات في ثلاثة مراكز انتخابية بحرف سفيان بعمران ، وثلاثة مراكز انتخابية في منطقة مستبا بمحافظة حجة، ويقاف كلي لحوالي 22 مركزا انتخابيا موزعا على ثمان دوائر في محافظة صعدة، في حين تمت عرقلة الانتخابات سواء بمنع الناخبين من الوصول إلى اللجنة أو التحجج بعدم امتلاك البطاقة الانتخابية في 15 مركزا انتخابيا بصعدة أيضا".
وحول المعتقلين من قبل الحوثيين فقال تقرير أبعاد " يوم الانتخاب وصل عدد المعتقلين من الناشطين في أحزاب المعارضة والمسئولين على حملة مرشح الرئاسة التوافقي هناك حوالي22 معتقلا أفرج عن ثمانية منهم فقط، كما أن هناك معلومات عن اعتقال عدد من الناخبين".
وجاء في التقرير " لكن المثير هو مشاركة أكبر مسئول أمني في مديرية (شدا) في عملية منع الناخبين من التصويت ، وتمزيق الحوثيين للبطائق الانتخابية كما حصل في مركز(ي) بالدائرة 269 وأيضا تسجيل أسماء الناخبين وتصويرهم وتهديدهم بالانتقام بعد الانتخابات