بعد ايام من اندلاع ثورة تونس الشعبية.. سياسيون: النظام يدفع اليمن نحو الصوملة في حال عدم حصول تغيير حقيقي
بعد اندلاع ثورة تونس بأيام دشن مركز أبعاد للدراسات والبحوث أولى أنشطته بندوة سياسية في 22 يناير 2011م كانت تحت عنوان ( مستقبل اليمن في ضوء ثورة تونس الشعبية وانفصال جنوب السودان).
وفي ورقة عمل تحت عنوان (تأثيرات أحداث تونس والسودان على مستقبل اليمن) حذر رئيس دائرة العلاقات الخارجية للمؤتمر الشعبي العام السفير الدكتور محمد عبد المجيد قباطي من أن يكون خيار الصوملة أو اللبننة أقرب لليمنيين من خيار التونسة.
وقال قباطي ” تونس واقع مختلف عن اليمن وإذا كانت الأمور سارت لا قدر الله في الاتجاه السيئ فالبلد متجه نحو التشظي وسيكون هناك صراع خطير جداً “، داعيا إلى التوجه نحو إصلاح وتغيير حقيقي وليس تغيير متدرج”. وفي ورقة اخرى حول ( مستقبل العمل السياسي والديمقراطي) قال الأمين العام المساعد لتجمع اليمني للإصلاح والقيادي في تكتل اللقاء المشترك المعارض الدكتور محمد السعدي ” اليمن بحاجة إلى حلول فورية لقضاياه خاصة الكبرى منها كالقضية الجنوبية ، و الجهة القادرة على ذلك هي السلطة”. ودعا السعدي الحزب الحاكم إلى التعامل بجدية مع قضايا الوطن لا من قبيل التكتيك أو المكايدة أو استغلال الفرص وترحيل الأزمات” . وقال ” نحن بحاجة إلى تصفير عداد الأزمات وليس عداد رئيس الجمهورية، وإننا ما لم نعمل تسوية تاريخية للأحداث فلن نعمل شيء من أجل الاستقرار، وما لم تكن عندنا رؤية للمستقبل بأننا يمنيين ولنا الحق في أن تكون لنا مواطنة متساوية لاشك أننا سننتقل إلى المسار الأسوأ وهو مسار الافتراق ومسار الاقتتال، وما حدث في السودان أو في تونس إلا حاجة مثالية وإيجابية ستكون في المستقبل أسوأ لأن ذلك يجعل أبناء اليمن يحنون إلى القبيلة والثأر”.
أما أستاذ علم اجتماع السياسي في جامعة صنعاء الدكتور عادل الشرجبي فقد رأى في ورقته المعنونة بـ( مستقبل السلطة ومستقبل الدولة في ظل المستجدات الاقليمية في تونس والسودان) أن ما حدث في تونس فعل شعبي وأن الجماهير والشارع هو الذي أخذ زمام المبادرة . وتوقع الشرجبي وقتها خروج الجماهير إلى الشارع لتوفر أهم العوامل التي تدفعهم إلى الخروج ، وبحسب الشرجبي فإن الجماهير تخرج لثلاثة أسباب هي ” حين تفقد الديمقراطية أو حين يتوقف إنفاذ القانون أوحين يضعف مستوى انجاز الدولة لوظائفها”. وأضاف الشرجبي ” اليمن لا توجد فيه ديمقراطية، وهناك فساد كبير جداً، والنخبة الحاكمة تمارس إفساد وليس فساد فحسب وهناك اتساع الفجوة بين الحكام والمحكومين والدولة هنا الدولة هي التي تخترق وتخالف القانون ولم تعد قادرة على أداء وظائفها “. وفي الندوة ومن خلال ورقته حول (مستقبل الحوار الوطني) أعلن الأمين العام المساعد للجنة التحضيرية للحوار الوظني صخر الوجيه توقف الحوار تماما مع الحزب الحاكم. وقال ” الآن اللجنة التحضيرية للحوار هي مستمرة في حوارها مع بقية الأطراف الفاعلة على الساحة الحوثيين الحراك الجنوبي وبقية منظمات المجتمع المدني وكنا نتمنى مشاركة السلطة لأنها ستوفر على نفسها وعلى الشعب اليمني وعلى المعارضة كلف وأثمان كثيرة”. وركز عضو الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام الحاكم محمد أبو لحوم في ورقته حول (البعد الدولي لحل أزمات اليمن) على أهمية التعاون مع الخارج ، وقال ” التعاون مع الخارج ليس مسألة عمالة أو قضية استقواء ، وهو نوع من المنطق والمصالح مثلما الخارج ومنظماته لهم مصالح في اليمن، وكوننا نعرف أن أولوية مصالحهم في اليمن هي الأمن ومحاربة الإرهاب، فنحن بالنسبة لنا كمنظمات مجتمع مدني أو أحزاب يجب أن تكون لنا أولوية في التعامل مع هذا الجانب، ولا نترك هذا الجانب فقط لجهة معينة”. من جهته تخوف رئيس منتدى التنمية السياسية علي سيف حسن في مداخلته من أن يكون اليمن مستقبلا بدون احزاب إذا استمر الوضع على ما هو عليه، وقال ” الحراك ليس له أي دور في الحزبية لكن يدمرها ويكتسحها والحوثيون ضد الحزبية بقوة والسلفيون ضد الحزبية بالفكر والمفهوم والتضامن الوطني ليس مع الحزبية والقاعدة ضد الحزبية”. أما عضو مجلس النواب عن المؤتمر الشعبي العام وقتها علي العمراني فقد اكد على أن التغيير قادم في اليمن لا محالة، وأضاف” ينبغي أن ندرك أن التغيير قادم إما بالسلام والصناديق وعبر الحوار أو أن يكون هبة شعبية “.
وحول ما حصل في تونس ومقارنته بالمشهد اليمني أكد نائب رئيس اللجنة العليا للانتخابات سابقا المهندس عبد الله الأكوع على أن المجتمع اليمني ينطلق اليوم مما حدث في تونس، وقال ” ثورة تونس أوجدت حراك نفسي كبير عند الناس لأنها كسرت المستحيل وفي اليمن المبادرة اليوم بيد الحزب الحاكم وهو وحده من يمتلك المبادرة، وعليه أن يتفادى ما جرى في تونس، وأن يصل الناس إلى التغيير الذي يغنيهم عن المسار في المسلك التونسي الذي فاجأ العالم أجمع “. نص الندوة