ورقة بحثية لمستشار أبعاد في منتدى التنمية 2023 بهلسنكي توصي باستعادة الدولة وتطبيق تجربة رواندا لانجاح العدالة الانتقالية في اليمن
شارك مستشار مركز أبعاد للدراسات والبحوث الدكتور عادل دشيلة بورقة بحثية في مؤتمر التنمية 2023: إعادة النظر في النزاعات والتنمية - آفاق السلام في أوقات الازمات المنعقد بالعاصمة الفنلندية هلسنكي، والذي نظمته الجمعية الفنلندية لأبحاث التنمية (FSDR) بالتعاون مع المؤسسة الفنلندية للتنمية الدولية - UniPID وكلية العلوم الاجتماعية بجامعة هلسنكي.
وقد ناقشت الورقة العدالة الانتقالية ليمن ما بعد الحرب، وتطرّقت لها من منظور اجتماعي من خلال التركيز على المكونات الرئيسية بمن فيها الشباب والمرأة والقبيلة وباقي مكونات المجتمع الأخرى.
مشاركة مستشار أبعاد في المؤتمر كانت الوحيدة من اليمن، وقال الدكتور عادل دشيلة آنه في النقاش تم إثارة تساؤل مهم، وهو لماذا لم تساعد المصالحات والاتفاقيات السابقة في تحقيق الأمن والسلام لليمن؟ بل كانت مقدمات لجولات عنف جديدة ما يزال اليمن يعاني منها حتى الآن !
وأشارت الورقة إلى أنّه لا يمكن الشروع في تطبيق العدالة بدون وقف الحرب بشكل كامل، واستعادة مؤسسات الدولة اليمنية، واستكمال عملية الانتقال السياسي، وتثبيت ركائز الدولة اليمنية، مؤكدة على إمكانية البناء على المرجعيات القانونية المحلية والإقليمية والدولية الحالية حتى يتم إصلاح مؤسسات الدولة بعد المصالحة الوطنية والتوافق، ومن ثم الشروع في تطبيق العدالة الانتقالية.
واختصر الدكتور دشيلة تعريف العدالة الانتقالية في اليمن " بالوصول إلى مصالحة وطنية حقيقية بحيث لا يتم السماح بالعودة إلى العنف من جديد".
وتطرقت ورقة أبعاد في مؤتمر التنمية 2023 إلى آليات العدالة الانتقالية التي تضمن لها النجاح في اليمن، مثل تعويض الضحايا، وجبر الضرر، وإعادة النظر في تشكيل الجهاز الأمني والقضائي وباقي مؤسسات الدولة بطريقة حديثة، واستيعاب كل مكونات البلد دون إقصاء أو تخوين لأي طرف.
وركزت ورقة الدكتور دشيلة على معوقات تطبيق العدالة ليمن ما بعد الحرب، ومنها اختلاف أجندات ومشاريع القوى المحلية، وبقاء السلاح بيد الجماعات المسلحة، وتخوف القوى المنخرطة في الصراع من العدالة الانتقالية، وضعف الثقافة المجتمعية بأهمية العدالة الانتقالية.
وأكدت أن إرساء العدالة وسيادة القانون في اليمن يتطلب استعادة مؤسسات الدولة اليمنية، وإشراك المرأة والشباب والمكونات القبلية والاجتماعية الأخرى في تطبيق العدالة الانتقالية، مشيرة إلى أن إجراءات العدالة الانتقالية لا تصب في مصلحة الضحايا فحسب ، بل يمكن أن تشمل مخرجًا آمنًا للجناة إذا اعترفوا واعتذروا وطلبوا الصفح والتزموا بعدم التكرار والتعويض المناسب للضحايا.
وقدمت الورقة بعض التوصيات والمقترحات لصانعي السياسية اليمنية والمؤسسات الدولية المهتمة بالعدالة الانتقالية، وأهمها حاجة اليمن إلى دعم دولي ووطني ومجتمعي على غرار ما حصل في رواندا لمعالجة آثار الحرب من خلال العدالة الانتقالية.
يذكر أن الدكتور عادل دشيلة هو الباحث الوحيد المشارك من اليمن إلى جانب عدد كبير من الباحثين والأكاديميين من مختلف بلدان العالم ناقشوا في تسع مجموعات على مدى يومين قضايا المجتمع المدني والديمقراطية والعدالة والتنمية والسلام والأزمات والنزوح وعودة الشعبوية والصراعات الجارية.