ارهاب السلاح الإيراني.. قوة تهدد أمن الخليج

تقدير موقف | 13 فبراير 2018 00:00
 ارهاب السلاح الإيراني.. قوة تهدد أمن الخليج

مدخل

لإيران محاولات متعددة في التغلغل في عمق المجتمع اليمني بدأ منذ ثمانينات القرن المنصرم، لكن الحرب العراقية الإيرانية ومشاركة صنعاء فعلياً بمقاتلين فيها إلى جانب بغداد ضد طهران دفع الأخيرة بمجرد إعلان انتهاء الحرب لاستقطاب كبير بالذات وسط شباب ينتمون للهاشمية السياسية والمذهب الزيدي في اليمن.

وفي إطار التبادل الثقافي تمكنت إيران من تجنيد أنصار لها أصبحوا حالياً قيادات في الحركة الحوثية عاد بعضهم مبكراً والبعض عاد بعد اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء في 21سبتمبر/أيلول2014م واعتبار قيادات إيرانية صنعاء عاصمة إيرانية رابعة في حوزتهم بعد (بغداد ودمشق وبيروت).

وإن كانت العلاقة العسكرية بين الحرس الثوري الإيراني والحوثيين غير ظاهرة - من وجهة نظر غربية - إلا أنَّها انكشفت مع بدء عمليات التحالف العربي في 26 مارس/آذار 2015 لاستعادة الدولة والشرعية اليمنية من الانقلابيين الحوثيين الذين حاصروا الحكومة وطاردوا الرئيس المنتخب.

فقد كشفت الحرب عن خطورة ترسانة الحركة الحوثية من الأسلحة البالستية والأسلحة الأخرى بعد أن استحوذت بمساعدة من حليفها الرئيس اليمني السابق على أسلحة الجيش والأمن؛ إلى جانب ترسانة الأسلحة القادمة من إيران والتي تمثل خطورة حقيقية على الأمن القومي -الإقليمي والدولي- وليس اليمني فحسب.

في التاسع عشر من ديسمبر سمع سكان الرياض صوتاً انفجارياً أعلنت السلطات السعودية أنَّ منظومتها الدفاعية تصدت لصاروخ بالستي قادم من اليمن، ولم يكن هذا الصاروخ هو الأول الذي يعبِّر به الحوثيون عن قدراتهم العسكرية، ففي الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2017 أطلق الحوثيون صاروخاً بالستياً مستهدفين مطار الملك خالد في الرياض وهو المنشأة المدنية التي تبعد عن الحدود اليمنية-السعودية أكثر من 1500 كم، ما يشير إلى أنَّ هذه القدرات المختلفة لم تكن ضمن ترسانة اليمن من الصواريخ البالستية.

يقول الحوثيون أنهم قاموا بتطوير الصواريخ البالستية، وأنهم استهدفوا أيضاً العاصمة الإماراتية "أبوظبي" -حليف السعودية الثاني ضمن التحالف العربي- بصاروخ مجنح نوع "كروز" على مفاعل براكة النووي في الثالث من ديسمبر 2017، لكن الإمارات نفت ذلك ([1]) وتتهم الولايات المتحدة الأمريكيَّة والسعودية وحلفاؤها الخليجيون إيران بإطلاق الصواريخ.

 وبغض النظر عن قدرة الحوثيين على ضرب أهداف في عمق المملكة أو بقية الدول الخليجية إلا أنَّ تنامي قوتهم الصاروخية في ظل وجود القرار الدولي 2216 الذي يحظر وصول الأسلحة إلى المتمردين يؤكد أن خطراً أكبر يهدد الأمن القومي للخليج، وهو ما دفع واشنطن لاستعراض بقايا صاروخ استهدف الرياض، وقالت نيكي هيلي السفيرة الأمريكية للأمم المتحدة" هذا الصاروخ مصنوع في إيران وتم إرساله إلى الحوثيين في اليمن، قبل أن يطلقوه على العاصمة السعودية في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ودعت المجتمع الدولي إلى التحالف في جبهة موحدة لمواجهة التهديد الإيراني العالمي.([2])

تسلط هذه الورقة الضوء على تنامي قدرات الحوثيين الصاروخية (تحديداً) وعلاقتها بإيران، إلى جانب الإجابة كيف وصلت قوة الحوثيين إلى هذا الحد؟! وخط التهريب الإيراني للأسلحة.

 

أسلحة الجيش اليمني قبل سيطرة الحوثيين

قبل اجتياح الحوثيين للعاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014 وبدء رحلات طيران بين طهران وصنعاء -استمرت حتى مارس/آذار2015- كانت اليمن تملك بالفعل ترسانة من الصواريخ البالستية وهذه الترسانة تجمع ترسانة الصواريخ التي كانت تملكها دولة جنوبي اليمن- حليفة الاتحاد السوفيتي قبل الوحدة (1990)- إضافة إلى صواريخ اشتراها نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح أثناء توليه مقاليد الحكم بين 1978 و2012.

وكان هذا المخزون من الأسلحة البالستية مصدر قلق رئيسي للمملكة العربية السعودية وحلفائها من دول مجلس التعاون الخليجي منذ أن وافق الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على التخلي عن السلطة السياسية في نوفمبر/تشرين الثاني 2011 مقابل الحصانة من الملاحقة القضائية[3].  وكان أحد الأهداف الرئيسية للفترة الانتقالية السياسية اليمنية التي نشأت وفق المبادرة الخليجية إزالة مخزونات الصواريخ الباليستية من أيدي الحرس الجمهوري اليمني، وهي قوة عسكرية من النخبة تتلقى الأوامر مباشرة من علي عبدالله صالح, كان يرأسها نجله حتى عزله الرئيس اليمني (عبدربه منصور هادي) لكن الولاء ظل لعائلة "صالح" حتى ابتلع الحوثي هذه القوات بعد قتل ميلشياته لصالح في الرابع من ديسمبر 2017م بعد يومين من حرب طاحنة بين حلفاء الانقلاب وسط العاصمة صنعاء.

وعندما فشلت تلك الجهود، حاول السعوديون تدمير المخزونات، بالغارات الجوية عندما سيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء، وهي خطوة كانت فعالة إلى حد ما لكن إطالة أمد الحرب أتاح للحوثيين الحصول على تقنيات ومنظومات صواريخ بأسماء جديدة يقولون إنهم قاموا بتطويرها.

يقول خبير صواريخ ومسؤول حكومي مطلع[4] " يبدو أن خبراء إيرانيين ساعدوا الحوثيين في تطوير بعض الصواريخ البالستية المخزنة لتصل إلى مدى أكبر، لكن ذلك كان على حساب القدرة التدميرية لرأس الصاروخ، ما يعني أن عملية إطلاق مثل هذه الصواريخ إلى مدن خليجية ليس لها تأثير تدميري وإنما رسائل ضغط وتهديد، كما يمكن للحوثيين الحصول على صواريخ كورية أو صينية أو ذات صنع إيراني عبر طرق التهريب التي يتقنها الحرس الثوري".

ومن خلال اعتماد تقرير مجلس الأمن[5] على وثائق مسحية للدفاع اليمنية وبيانات الدول المصدرة للسلاح إلى اليمن فقد تبيّن أن ما تبقى من سلاح هو: "(384) دبابة، (572) مدرعة، (193) مدفعية، (75 طائرة نفاثة (2) طائرة هيلوكبتر، (4) سفن حربية (2) منصات إطلاق صواريخ".

 لا توجد معرفة حقيقية بعدد الصواريخ "البالستية" لكن من المسح الأممي تبين أن هناك صواريخ متوسطة وطويلة المدى منها ستة صواريخ نوع (سكود- بي) دُمجت بعد توحيد اليمن 1990م وكانت ملكاً للجمهورية في جنوبي اليمن، إضافة إلى 21 صاروخ توشكا، فيما يعتقد أن الجيش اليمني يملك صواريخ هواسونغ-6 بعدد 15 قادمة من كوريا الشمالية, وتملك ألوية الصواريخ 85 برميلاً من مادة كيميائية -يُعتقد أنها من نظام صدام حسين في العراق- لكن مصادر عسكرية من الجيش اليمني أكدت أنها فقط وقود للصواريخ، كما يُعتقد بأن الحوثيين وصالح يمتلكون صواريخ نوع (هواسونغ-5) عدد (45) من كوريا الشمالية, وقد أطلقت تلك الصواريخ في أوقات متفرقة على الحدود السعودية وعلى مواقع للجيش اليمني في بقية المحافظات.

بدأت قوات الحوثيين وصالح استخدام الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات في عملياتها في آب/أغسطس2015، حيث أظهرت أشرطة فيديو نشرها الحوثيون صاروخاً من هذا النوع يصيب على الحدود دبابات سعودية من طراز أبرامز، وذلك في إطار الحملات الدعائية التي تبثها الحركة على قناتها التلفزيونية ”المسيرة“.

 وتتميز الصواريخ التي ظهرت في العديد من أشرطة الفيديو بخصائص تماثل تلك التي تتميز بها الصواريخ الروسية الصنع من طراز كونكورس 9M113 وطراز كورنيت 9M133، لكن لدى كل صاروخ منها صاروخ إيراني شبيه، وحسب البيانات فلم تستورد اليمن أياً من تلك الصواريخ.

 حسب فريق الأمم المتحدة فقد لوحظ أن الصواريخ من طراز "تاو" وما يتصل بها من مكونات إلكترونية تحمل علامات بأسماء شركات صناعية إيرانية، ولوحظ أيضاً أن الصواريخ من طراز كونكورس تحمل علامات لها خصائص تشبه العلامات الروسية والإيرانية، مما يشير إلى أنها خضعت، على الأرجح، للصيانة أو الإصلاح في جمهورية إيران.

 

تطور الصواريخ البالستية لدى الحوثيين

وبالرغم من الحظر البحري وتعقيد وصول السلاح إلى الحوثيين إلا أن طهران تمكنت من إيصاله عبر عدة طرق بحرية وبرية، وأكد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال جوزيف دانفورد، في مقابلة مع مجلة (Breaking Defense)، أن إيران لم تغير تصرفاتها العدوانية فما زالت تدعم الحوثيين بصواريخ كروز ومعدات متطورة لاستهداف السفن على مضيق باب المندب.

تمكن الحوثيون بالفعل من استهداف عِدة سفن في 2017 تابعة للتحالف العربي واستهدفوا بارجة أمريكية في البحر الأحمر ثلاث مرات في أكتوبر/تشرين الأول 2016 [6].

ومن الملاحظ أنَّ ترسانة الصواريخ الحوثية خرجت في العمليات العسكرية بين مارس/آذار2015 ونوفمبر/تشرين الثاني 2017 بِعدة مراحل حسب المدى:

النجم الثاقب

 في مايو/أيار 2015 أعلن الحوثيون منظومة صواريخ تسمى ” النجم الثاقب 1و2″ تطلق من منصات فردية وثنائية, ثابتة ومتحركة, يقول الحوثيون إن بواسطتهما جرى اختراق الحصار المفروض من التحالف العربي الذي جاء به القرار (2216) دون المزيد من التفاصيل عن ذلك حسب (البيان الصادر).

يبلغ مدى النجم "الثاقب1 " 45 كيلومتراً، وهو مزود برأس متفجرة يبلغ وزنها 50 كلغ من مواد الانفجار، طول الصاروخ ثلاثة أمتار (بدون زعانف)، أما النجم "الثاقب 2 " فيصل مداه الى 75 كيلومتراً، وهو الآخر مزود برأس متفجرة وزنها 75 كلغ من المواد شديدة الانفجار. وهذه المعلومات تشبه الصواريخ الإيرانية من طراز "عقاب" كما تشبه الصواريخ التي يملكها حزب الله اللبناني وتدعى (عقاب1 وفجر 3).

 

الصرخة

في أغسطس/أب 2015م أعلن الحوثيون عن صاروخ "الصرخة" يبلغ مداه 17 كم، ويحمل رأساً وزنه 15 كجم، وطوله 2,4 م، ويحمل صاعقاً أمامياً، وآخراً خلفياً مخفياً يمكن تفجيره عن بُعد.

 

زلزال 1و2

في نوفمبر/ تشرين الأول 2015م أعلن الحوثيون صناعة منصات صواريخ زلزال -1 وزلزال -2، وهي نوع من الصواريخ الدفاعية الإيرانية المحمولة غير الموجهة، و (الحرس الثوري الإيراني) أنتج منصة زلزال خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، وهناك سوابق للحرس الثوري في نشر منصات زلزال للميليشيات.

وقد نقل تكنولوجيا زلزال 2 -وهو البديل عن منصات 610 ملم- من زلزال الأصلي إلى وكلاء الحرس الثوري الإيراني، مثل حزب الله اللبناني, وقد زود الحرس أيضاً حزب الله مع متغيرات أخرى من الصواريخ والقذائف التي ينتجها الحرس الثوري الإيراني.

 

صمود/عقاب

في سبتمبر/أيلول2016 أعلن الحوثيون دخول صاروخ "صمود" وطوله أربعة أمتار وقطره 555 مم، ووزن الرأس الحربي 300 كيلوغرام والوزن الكلي للصاروخ طن واحد، كما يبلغ مدى الصاروخ 38 كيلومتراً, وعدد الشظايا 10000 شظية,  ويوجد صاروخ إيراني يملك ذات المواصفات من حيث التركيب والشكل جرى استخدامه في الحرب العراقية الإيرانية، واستخدمه تنظيم حزب الله العراقي في الفلوجة ويدعى "صاروخ عقاب". وحسب شكل الصاروخ فإن كلاهما يمتلك رأساً مخروطياً وزعانف في الخلف.

 

 

تطوير الصواريخ بمدى أكبر

دخل الحوثيون في نهاية  2015م مرحلة جديدة يمكن تسميتها بـ"المرحلة البالستية"، حيث طور الحوثيون صواريخ بالستية روسية لتصل مدى أكبر وتحمل قدرة تفجيرية أكبر، لكنها تستهدف البلدات السعودية القريبة أو في معارك داخلية بين المدن.

 

قاهر-1

دخلت المرحلة البالستية في تطوير صواريخ الحوثيين في ديسمبر/ كانون الأول عام 2015م، كشف الحوثيون عن صاروخ باليستي "قاهر-1" وهو من طراز “سام 2”[7] تم تطويره وتعديله محلياً ليصبح صاروخ “أرض – أرض” يعمل على مرحلتين، بالوقود الصلب والسائل، ويبلغ طوله 11 متراً ويزن طنين ويبلغ مداه الحالي بعد التطوير والتعديل 250 كيلومتراً،[8] ووفقاً لـ"جينس"، فقد استندت إن ذلك جزء من صواريخ  S-75السوفيتية و (SA-2)، صواريخ أرض-جو طويلة في اليمن[9]. (يشبه في مواصفاته صاروخ إيراني من نوع "صياد")[10].

                       

زلزال-3

أعلنت الحركة الحوثية في يوليو/تموز2016م إطلاق صاروخ نوع (زلزال3) وجاء الإعلان عنه عقب إطلاقه على الأراضي السعودية، فبعض المحللين يقوم بالتصنيف والتمييز بين عائلة زلزال لتكون أقرب لصاروخ بالستي قصير المدى، ويصل مداه إلى 65 كم، وطوله يساوي 6 أمتار، فيما يزن رأسه الحربي نصف طن، ويساوي عدد الشظايا فيه 10000 شظية.

"زلزال 3" الحوثي قد يكون بديلاً عن النسخة الإيرانية الأصلية، وبنظرة عن قرب لا يظهر أن "زلزال 3 "[11] قد يكون أنتج محلياً في اليمن، أو تم استخدام التكنولوجيا الإيرانية في صناعته، فهي تتطابق تماماً مع سلسلة "زلزال" الإيرانية، فهي تملك زعانف أكبر وهيئة أقصر، في حين أن الصاروخ الإيراني يمكن أن يطلق من منصات السكك الحديدية.

و حتى أغسطس/آب 2016 اعترفت الوكالة الإيرانية الرسمية "إيرنا"، أن الصاروخ زلزال 3 صناعة إيرانية "الصاروخ الذي أطلق على نجران السعودية من الأراضي اليمنية كان من نوع (زلزال 3)، يملكه الحرس الثوري الإيراني[12]".

 

تهديد معظم المدن السعودية

زادت قدرة الحوثيين في تطوير الأسلحة، حتى أصبحت قادرة على تهديد العاصمة السعودية الرياض، والحوثيون أعلنوا أنها مرحلة "ما بعد الرياض".

 

بركان-1

وبدأ هذا التهديد بالإعلان عن إطلاق صاروخ (بركان-1) في سبتمبر/ أيلول 2016، وزعم الحوثيون أنه استهداف الطائف لكن المملكة العربية السعودية؛ أعلنت وقتها استهداف مكة المكرمة، ويقول الحوثيون إنه النسخة المطورة من صاروخ بالستي روسي (سكود- سي)، إلا أن إيران أعلنت في أغسطس 2014م، دخول منظومة "نيزك-2"، كتطوير لصاروخ (سكود- سي)، يصل مدى كِلَي الصاروخين (الحوثي-الإيراني) ٨٠٠ كلم، ويبلغ طوله ١٢٫٥ م وقطره ٨٨ سم٫ أما وزن رأسه الحربي فيقدر بنصف طن بقدرة تدميرية شديدة الانفجار، ووزن إجمالي للصاروخ يصل إلى ٨ أطنان.

وأعلن الحوثيون بهذا الصاروخ استهداف مطار الملك عبدالعزيز في جدة وقاعدة الملك فهد الجوية في أكتوبر/تشرين الأول 2016م.

ويتشابه الصاروخان في الشكل من حيث الرأس المخروطي والزعانف في مؤخرة الصاروخ.

 

بركان H2

أُطلق صاروخ (بركان H2) لأول مرة في 22يوليو/تموز 2017. وأعلن الحوثيون استهداف مصافي نفط ينبع، غرب المملكة، بمسافة تقدر بأكثر من 1200كم، وكان هذا التهديد هو الأبرز الذي يهدد منابع النفط وأيضاً يهدد معظم المدن السعودية.

واستخدم الصاروخ في ضرب مطار الملك خالد في العاصمة السعودية الرياض في 4نوفمبر/تشرين الثاني 2017 لكن صواريخ باتريوت اعترضته.

وحسب وسائل إعلام دولية فإن الصاروخ يشبه إلى حدٍ كبير صواريخ نوع "قيام-1" الإيراني[13].

وجدد الحوثيون إطلاق الصاروخ على مدينة الرياض في 19ديسمبر/كانون الأول2017، وقالوا إنه استهدف "قصر اليمامة" حيث كان الملك سلمان يستعد للإعلان عن الموازنة السعودية هذا العام[14].

 

صاروخ كروز

في الثالث من ديسمبر/كانون الأول 2017 أعلن الحوثيون إطلاق "صاروخ مجنّح جوال" على موقع بناء لـ"محطة براكة للطاقة النووية" التي تقع على بعد 230 كيلومتراً جنوب غرب أبوظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة. ونفت السلطات الإماراتية وصول أي صاروخ، وقال الحوثيون إنه جرى تصنيعه محلياً، وبثّ الحوثيون لاحقاً شريطاً مصوراً يستعرض إطلاق صاروخ رُبط به محرك نفاث ومعزز صواريخ، مما يبدو أنها منصة متحركة[15]. وقال نشطاء على شبكات التواصل إنَّ هذا الصاروخ سقط في محافظة الجوف شمالي صنعاء، ولم يصل لوجهته.

وكان هذا الصاروخ يشبه بشكل لا لبس فيه صاروخ "سومار"[16] الجوال الذي يشكل نسخة إيرانية من صاروخ "Kh-55" الروسي (ووفقاً لقاعدة البيانات الخاصة بعمليات نقل السلاح لدى "معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام"، تم تهريب عدة صواريخ من نوع "Kh-55" عبر أوكرانيا إلى إيران منذ ستة عشر عاماً) [17]. ووفقاً لبيانات السلاح اليمنية فإنه لا يوجد هذا النوع من الصواريخ.

وكان وزير الدفاع الإيراني قد افتتح إنتاج صواريخ "سومار" في مارس/آذار عام 2015[18]. وقال العميد حسين دهقان في تصريح له على هامش مراسم إزاحة الستار عن الصاروخ الجديد “إن تصميم وتصنيع صاروخ سومار اعتمد على تكنولوجيا حديثة و معقدة و هو خطوة كبيرة في مجال تعزيز القدرات الدفاعية للبلاد، مشيراً إلى أن الصاروخ يتمتع بميزة تدمير عدة أهداف إضافة إلى عدم كشفه من قبل الرادارات”.

 وقد أفادت صحيفة "دي فيلت" الألمانية إلى أنه تم إجراء التجربة الميدانية الأولى للصاروخ في كانون الثاني/يناير 2017، وقد حلّق الصاروخ خلالها مسافة 600 كلم. أما المدى الأقصى لصاروخ "Kh-55" المنقول عنه صاروخ "سومار" فهو 2500 كلم ويمكن أن تصل سرعته إلى 860 كلم في الساعة.

وتبعد محطة "براكة" الإماراتية نحو 1100 كلم عن أقرب موقع ممكن تم منه إطلاق الصاروخ في اليمن، مما يعني أن أي صاروخ "Kh-55" موجّه بسرعة تناهز سرعته القصوى يحتاج إلى حوالي الساعة والعشرين دقيقة لبلوغ هدفه، علماً أن رحلته بمعظمها تمر فوق المملكة العربية السعودية - الحليف الرئيسي للإمارات في التحالف الخليجي ضد الحوثيين المدعومين من إيران- إلا أن الصواريخ الجوالة تحلّق عادةً على علوّ منخفض (قرابة المائة متر فوق سطح الأرض بالنسبة إلى صواريخ "Kh-55") ويصعب كشفها، ويعتمد ذلك على نظام التوجيه الخاص بها، ومن غير المعروف ما هو نوع نظام التوجيه الخاص بالصاروخ الظاهر في شريط قناة "المسيرة"[19].

 

صواريخ ذكية (أرض-بحر)

في الأول من أكتوبر/تشرين الأول2016 أعلن الحوثيون استهداف سفينة مدنية تعمل مع القوات البحرية الإماراتية في البحر الأحمر، كما جرى استهداف البارجة "يو اس اس ميسون" الأمريكية ثلاث مرات بنفس التقنية، رغم نفي الحوثيين إلا أن البحرية الأمريكية قالت إنها استهدفت الصواريخ قبل الاصطدام.

وبالاطلاع على فيديو نشره الحوثيون لإطلاق الصاروخ -الذي استخدام الرادار- من على منصة تبدو متحركة في ساحل البحر الأحمر، تأكد فعلاً أنه ما جرى إطلاقه هو صاروخ ذكي من نوع "نور" الإيراني الذي يشبه فعلاً (C802) الصيني، ودخل الخدمة في القوات المسلحة الإيرانية في عام 1991. وفي مواصفاته "يبلغ مدى هذا الصاروخ 120 كم، وطوله 6.38 م حيث أن 1.24م يتعلق بطول المحرك الابتدائي للصاروخ، فيما يبلغ وزنه 715كلغم، منها 150كلغم يتعلق بوزن الرأس الحربي الخارق شبه المدرع ويمكنه التحليق بسرعة تقدر بنحو 0.9 ماخ". ولا فرق بينه وبين الصاروخ الصيني سوى بنقص طفيف في حجم المادة المتفجرة، حيث تقدر بـ"165" كغم في الصاروخ الصيني. ويطلق صاروخ نور من على منصات متنقلة ويتم توجيه هذا الصاروخ بطريقتين "تلفزيونية" و"رادارية". (وأكدت البحرية الأمريكية في وقت لاحق تلك الافتراضات).

 

طائرات بدون طيار

في فبراير/شباط 2017  كشفت جماعة «الحوثي» في اليمن، عن امتلاكها طائرات بدون طيار تم تصنيعها محلياً لتنفيذ مهام قتالية واستطلاعية وأعمال المسح والتقييم والإنذار المبكر، وتضم الطائرات المصنعة طرازاً يطلق عليه «الهدهد» و«الهدهد 1»، و«الرقيب» و«راصد» و«قاصف 1»، ومن أبرز مهامها القيام بأعمال تقنية وقتالية، منها دور تصحيح المدفعية ورصد وتحديد أماكن تجمع العدو وقواته وعتاده وأفراده وإرسال الإحداثيات للوحدة الصاروخية والقوة المدفعية وقوة الإسناد والتقييم[20]، ما يعني أنَّ للطائرات دور قتالي أنها انتحارية بالفعل وتستهدف مواقع أخرى.

وأشار تقرير لمنظمة مراقبة أبحاث التسلح أثناء النزاعات في مارس/آذار2017 إن الطائرات من دون طيار التي عُثر عليها في اليمن، كانت من نوع زعم الحوثيون أنها صُنعت محلياً وأطلقوا عليها اسم "قاصف 1"، على الرغم من أن الأرقام التسلسلية فيها وتصميماتها تشير إلى أنها ليست سوى شكل آخر من خط إنتاج للطائرات الإيرانية من دون طيار المعروفة باسم "أبابيل"[21], واعتمد المركز في تحليله على 7 طائرات بدون طيار, 6منها تم القبض عليها في أكتوبر/تشرين الأول 2016 عن طريق تهريب إيراني معروف يمر عبر عمان، بينما عثر على طائرة أخرى بعد هجوم شنه الحوثيون قرب عدن باليمن في فبراير/شباط2017.

يوضح الجدول التالي تشابه الطائرات السبع من حيث الرقم التسلسلي سواءً تلك التي ألقي القبض عليها أو التي سقطت قرب عدن[22].

جدول 1

 

 

كما تشير الأرقام التسلسلية إلى طائرة أخرى أسقطتها القوات العراقية، أثناء المعارك مع تنظيم الدولة الإسلامية( داعش) ، إذ أنَّ الطائرة التي يستخدمها الحشد الشعبي سقطت في أيدي تنظيم (داعش) وتمكنوا من إعادة بث تحكمها لمصلحتهم قبل أن تسقطها أسلحة الحكومة العراقية.

الجدول التالي يوضح الأرقام التسلسلية بين طائرات الحوثيين التي قبض عليها وطائرة الحكومة العراقية التي سيطرت عليها داعش ما يدلل أن المصدر إيران[23]:

 

 

 جدول 2

 

 

 

كما أنَّ هذا النوع من الطائرات تصنعه الشركة الإيرانية لصناعة الطائرات "شرکت صنایع هواپیماسازی ایران (هِسا)" وتعتمد عليها "القوة الفضائية الإيرانية" في تصنيع أسلحتها، وتذكر طائرات دون طيار "أبابيل" ضمن إنتاجها[24].

 

 

 

 

هل تم تهريب الصواريخ البالستية إلى اليمن؟!

تتهم الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف العربي الذي تقوده السعودية والحكومة اليمنية إيران بتهريب الصواريخ البالستية إلى الحوثيين في اليمن، بالمقابل تنفي إيران كما تفعل جماعة الحوثي أن تكون الصواريخ البالستية قادمة من طهران، وتقول إنها تدعم الحوثيين "استشارياً ومعنوياً"[25].

بعد أشهر قليلة من انطلاق عاصفة الحزم في اليمن أعلن التحالف العربي أنَّ الغارات الجوية استهدفت 90 % من الصواريخ البالستية التي بحوزة الحوثيين، لكنها حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2017 تستمر باستهداف المناطق السعودية ومواقع الجيش اليمني والمقاومة الشعبية.

ولذلك فنحن أمام سيناريوهات مفتوحة لوصول الصواريخ البالستية بيد الحوثيين:

السيناريو الأول: يفترض أن تكون إيران منسقة رسمياً مع عملاء لها مثل أشخاص ضمن التحالف العربي أو ضمن طواقم الأمم المتحدة، خاصة وقد تطرقت الصحافة لاتهامات حول حصول الحوثيين على صواريخ صينية اشترتها إيران من الصين وهربتها إلى الحوثيين من مناطق تواجد القوات المصرية[26] وهذا السيناريو فيه استحالة لوجود آليات التفتيش التابعة للأمم المتحدة التي تفحص وتدقق بنوع الشحنات الواردة إلى اليمن تنفيذاً لقرار حظر توريد السلاح إلى اليمن ضمن قرار مجلس الأمن (2216) كما من الصعب تهريب صاروخ بالستي بطول 11 متر بطريقة مباشرة.

السيناريو الثاني: أن تكون إيران بالفعل أرسلت صواريخ بالستية إلى الحوثيين وعبرت المحيطات والبحار بها، وأدخلتها من منافذ التهريب إلى اليمن دون أي تنسيق مع شخصيات في التحالف أو الأمم المتحدة، لكن هذا الاحتمال أيضاً ضعيف للحجم الكبير الذي يحوزه الصاروخ الواحد، وينطبق ذلك فقط على تهريب إيران للطائرات دون طيار والتي ألقى الجيش على الكثير منها في عمليات متعددة أثناء وصولها من خط التهريب الساحلي جنوب اليمن في طريقها إلى صنعاء.

السيناريو لثالث: أنَّ إيران تقوم بتهريب المواد الأساسية لصناعة أو تطوير صاروخ بالستي، كقطع غيار إما سيارات أو أجهزة حساسة، ويتم استخدام تكنلوجيا السلاح الإيراني في إعادة تصنيعه داخل الأراضي اليمنية، ويشمل ذلك وقود الصواريخ، والصواريخ البالستية المفككة، وهذا ربما أقرب السيناريوهات إلى الواقع.

السيناريو الرابع: أن تكون جماعة الحوثي امتلكت هواية تصنيع صواريخ بالستية أو تطويرها ذاتياً وهذا الاحتمال مستحيل حالياً بالنسبة لوضع الحوثيين.

إذن في حال كان السيناريو الثالث هو السيناريو الفعلي لتهريب إيران للأسلحة، فكيف يتم ذلك؟!

 

الوحدة190

تعتمد إيران في عمليات تهريب الأسلحة بما فيها أجزاء الصواريخ البالستية، على مجموعتين هما "الوحدة 400 والوحدة 190" التابعتين لفيلق "قدس" والأخيرة هي التي تقع على عاتقها تهريب الأسلحة والتكنولوجيا الحديثة للحروب خارج حدود إيران، ومنذ الثمانينات استطاعت هذه الوحدة التي سخرت كل إمكانيات الدولة (الطائرات والبواخر والاستخبارات والسياسة) لخدمتها لتكوِّن شبكات كبيرة لتهريب الأسلحة تضم جنرالات وقادة أمنيين وبحريين وعسكريين على خطوط الطول ودوائر العرض في الخريطة (الجيوسياسية) للشرق الأوسط.

على شبكة الإنترنت يوجد موقع Vsquds [27] المتخصص في علميات "فيلق قدس" ومنها تهريب الأسلحة إلى اليمن ويشير الموقع إلى "واحد 190 - واحد انتقال أسلحة" (أو وحدة نقل الأسلحة - بالعربية) إلى أنَّ هذه الوحدة واحدة من الوحدات الخاصة داخل الفيلق، المتخصصة في عمليات تهريب الأسلحة إلى ميليشياتها ومناطق الصراع الملتهبة ومنها اليمن.

وتطرق الموقع إلى شحنة الأسلحة (جيهان-1) والتي ألقت الحكومة اليمنية القبض عليها عام 2012م، كانت تابعة لهذه الوحدة، والتي تتضمن 40 طناً من الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ المضادة للطائرات.

فقد ألقي القبض على شحنة أسلحة جيهان في البحر العربي، حيث تبحث إيران عن مداخل لها إلى اليمن بحكم وجود القوات الدولية التي تكافح القرصنة.

 القوات الأمريكية والفرنسية أعلنت خلال 2017 أنها ألقت القبض على ثلاث شحنات أسلحة قادمة من إيران في تواريخ متفرقة، فيما أعلن التحالف العربي القبض على شحنة أسلحة مع طاقمها في ذات البحر، فيما قال وزير الثروة السمكية فهد كفاين في (أكتوبر/تشرين الأول 2016) إن 40 سفينة إيرانية (متوسطة) تحاول التوغل في المياه الإقليمية لليمن.

وتستخدم الوحدة الإيرانية المتعلقة باليمن مجموعة متنوعة من الأساليب لنقل الأسلحة، فيتم شحنها وسط البضائع للحفاظ على السرية، وتعظيم فرص وصول الشحنة إلى وجهتها المحددة، وضمان عدم كشف أي صلة بينها وبين إيران إذا وقعت في يد أي قوة أخرى، وتكون الأسلحة المراد تهريبها موضوعة غالباً داخل أقفاص مغلقة في حاوية كبيرة، ومحاطة بمواد كتمويه فقط، وللعثور على الأسلحة المخبأة يجب تفكيك أطنان من البضائع.

تعتمد إيران من خلال الوحدة (190) على تسجيل الشحنة كمواد إغاثية أو مساعدات إنسانية، وبإمكانها المرور بسهولة عبر وكالات الأمم المتحدة والموانئ فقد وضعت الوحدة طرقاً متقدمة للتغليف تعطي الانطباع الأول بأن البضائع الموجودة في الحاويات بريئة تماماً؛ كما تجعل الصناديق التي تحتوي على الأسلحة تطابق البضائع المستخدمة في التمويه، مثل الحليب المجفف، أو مواد البناء أو حتى قطع غيار السيارات والمواد المنزلية.

 

خطوط التهريب

لإيران تاريخ حافل بتهريب الأسلحة عبر المحيطات إلى جماعاتها المسلحة في كل بلدان العالم، تعتمد طريق البحر الأسهل والأكثر مرونة مقارنة بطرق الشحن الأخرى، وتتكفل الوحدات (سابقة الذكر) بتهريب تلك الأسلحة.

يمكن أن نشير إلى طريقين رئيسين لتهريب الأسلحة للحوثيين.

 

الأول: عن طريق بحر العرب-سلطنة عُمان

كشفت دورية "أنتلجنس أون لاين"، الاستخبارية الفرنسية في سبتمبر/أيلول2016 عن شعور السعودية بالقلق من "لوبي إيراني في سلطنة عمان" يساعد في تهريب الأسلحة للحوثيين باستخدام جزُر وأراضي السلطنة كمخازن أسلحة للإيرانيين حتى يتم نقلها إلى اليمن، واستناداً إلى المعلومات الاستخبارية فإن الرياض تعتقد أيضاً أنَّ مسقط تغض الطرف عن دعم الحوثيين من ظفار "المحافظة العمانية التي تقع على الحدود مع اليمن" ، ويعتقد البعض أن مطار صلالة "المدينة الرئيسة في محافظة ظفار" والجزر الصغيرة في المنطقة، تشكل طرقاً وأماكن تخزين للعتاد العسكري الإيراني المتجه إلى المتمردين الحوثيين. ذلك أن مسقط لا تسيطر بشكل كامل على هذه المنطقة، التي كانت دائماً متمردة في الخضوع للسلطة المركزية[28].

ونفت سلطنة عمان هذه التقارير؛ لكن ليس شرطاً أن تكون السلطة المركزية في مسقط على دراية كاملة بما يدور، وتقول "أنلتجينس" أنَّ أحد أولئك الذين يميلون إلى توثيق التنسيق مع إيران، هو الجنرال سلطان بن محمد النعماني، وزير مكتب قصر السلطان. وادعت النشرة أن النعماني ينتمي إلى إحدى أبرز الأسر العمانية، ويشرف بشكل رسمي على جهاز أمن الدولة، وهو جهاز المخابرات الداخلية العمانية.

وسواءً بتنسيق من قِبل مسؤولين عمانيين أو لا، فإن السلطنة بشريطها الساحلي يمكن من خلاله تهريب أسلحة على أنها بضائع تجارية تستخدم إيران من خلالها وسائل التمويه والتغطية المعروفة، لتُنقل عبر شاحنات عبر الصحراء اليمنية إلى مناطق تواجد الحوثيين في صنعاء وصعدة.

 

الثاني: عبر الصومال حتى موانئ الحديدة

قامت قوات البحرية المشتركة في فبراير/شباط 2016 باعتراض اثنين من المراكب الشراعية التي صنعتها شركة المنصور، وهي شركة تقوم بصناعة المراكب الشراعية والسفن في مدينة كوناراك في إيران، حيث إنه منذ عام 2012 والمراكب الشراعية التابعة لهذه الشركة تقوم بتهريب الهيروين والحشيش وأيضاً تهريب الأسلحة كما فعلت مؤخراً.

 ووفقاً لتقارير تابعة لمنظمات إيرانية، فإن شركة المنصور تقع إلى جانب مقر الحرس الثوري الإيراني.

 

تحمل المراكب الشراعية لشركة المنصور شعار شركتهم في ثلاثة مواضع على المراكب واحد في كل جانب والثالث في مؤخرة المركب الشراعي كما هو موضح في الشكل التالي: 

 

شركة المنصور الايرانية

 

تعرف فريق التحقيقات الميداني لمركز أبحاث التسلح والصراع في مدينة بونتلاند الصومالية على ثلاثة منافذ ترتادها المراكب الشراعية لتحميل شحنات الأسلحة المهربة وهي ميناء بوساسو وكاندالا وكالوالا. ووفقاً لمصادر مختلفة، فإن المهربين يستخدمون هذه الموانئ لتفريغ حمولتها إما للسوق المحلية أو لإعادة شحن الأسلحة إلى اليمن[29].

استطاعت إيران استخدام شبكة تهريب كبيرة، كان يملكها علي عبدالله صالح للتهريب عبر البحر الأحمر للأسلحة القادمة من "أمريكا اللاتينية".

فارس مناع محافظ صعدة- المُعيَّن من قبل الحوثيين- بين عامَي (2012 - 2014) والمشمول بعقوبات أممية لتهريب الأسلحة إلى الصومال، كان أحد الأسماء التي ذكرها تحقيق لرويترز عن القضاء البرازيلي حول قضية شحنة أسلحة ودخول الدولة اللاتينية بوثائق مزورة؛ والمعروف في أمريكا اللاتينية أن شبكة مخدرات حزب الله وإيران تعطي وثائقَ وهوياتٍ مزورةً، كما تحدثت كثير من وسائل الإعلام الدولية منذ 2009م وحتى اليوم.

وتمر تلك الأسلحة من البلد المنشأ عبر إفريقيا إلى البحر الأحمر، ومنه تنقل الأسلحة عبر شبكات تجارية منها شركات الأسماك عبر قوارب شراعية[30]. 

 

هل يبني الحوثيون أسلحة؟!

تتواتر المعلومات حول وجود خبراء إيرانيين وتابعين لحزب الله في اليمن، لتشغيل تكنلوجيا الأسلحة الإيرانية؛ وقد يكون ذلك صحيحاً إلى حدٍ ما، لكن صناعة أسلحة من هذا النوع تتطلب قوة بشرية كبيرة للبناء.

مصادر مطلعة -تعمل ضمن إطار ضيق داخل جماعة الحوثي المسلحة- سربت معلومات عن وجود خبراء يمنيين تدربوا في إيران ولبنان وباكستان.

وحسب هذه المصادر التي تحدثت لـ"أبعاد"[31] فإن جرحى الحرب الحوثيين الذين يغادرون البلاد للعلاج في الهند أو مصر أو دول أخرى، يذهبون للتدريب في إيران على إعادة تركيب الصواريخ البالستية من المواد الأساسية أو تركيب المواد التي لا تصلهم من إيران عن طريق التهريب.

وقال اثنين من أربعة مصادر لـ"أبعاد" إنَّ أقاربهم كانوا في رحلات علاجية في الهند غادروا بعدها إلى إيران ثم لبنان ثم باكستان من أجل دورات عسكرية تضمنت معظمها تعديل الصواريخ أو تركيبها، فيما قال اثنان آخران أنَّهما شاركا في تقديم مخططات بناء معامل تحت الأرض بعمق 50 قدماً ومبطنة بالفولاذ لتجنب أي ضربة جوية، كما أنها تتحمل أي قدرة انفجارية مع جميع الاحتياطات الأمنية اللازمة.

 


 

هوامش

[1] ) اليمن: الإمارات تنفي إطلاق الحوثيين صاروخا باتجاهها والتحالف العربي يقدم دعما جويا لصالح 03/12/2017 http://www.france24.com/ar/20171203

[2] واشنطن تعرض بقايا صاروخ استهدف الرياض: يجب تشكيل تحالف دولي لمواجهة إيران/ 14 ديسمبر/كانون الأول 2017/CNN/ https://arabic.cnn.com/middle-east/2017/12/14/me-141217-haley-iran

[3] جاءت المبادرة الخليجية بعد ثورة شعبية ونقلت السلطة من "صالح" إلى نائبه الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي الذي انتخب بالفعل رئيساً توافقياً لليمن في فبراير/شباط2012م.

[4] في مقابلة باحث من مركز أبعاد مع خبير صواريخ  ومسؤول حكومي سابق اعتذر عن ذكر اسمه، وكانت المقابلة عبر الهاتف مساء 15نوفمبر/تشرين الثاني 2017م

[5] Final report of the Panel of Experts in accordance with paragraph 6 of resolution 2266 S/2017/81 http://www.un.org/ga/search/view_doc.asp?symbol=S/2017/81

[6] CJCS Dunford Talks Turkey, Iran, Afghan Troop Numbers & Daesh/ JAMES KITFIELD/ on June 16, 2017 / https://breakingdefense.com/2017/06/cjcs-dunford-talks-turkey-iran-afghan-troop-numbers-daesh/

[7] گام بلند موشکی یمن/ "سام ۲" چگونه بر سعودی‌ها "قاهر" شد + تصاویر  https://www.tasnimnews.com/fa/news/1394/10/01/949152

[8] ماهو صاروخ "القاهر 1" الذي طوره اليمن وقصف به قاعدة سعودية؟  http://ar.farsnews.com/middle_east/news/13940922001046

[9] yemeni-s-75-sam-reportedly-back-in-action  http://www.janes.com/article/57411

[10] پدافند هوایی کامل‌تر شد/ شکار در ارتفاع بالا با موشک «صیاد ۳»+تصویر http://www.farsnews.com/newstext.php?nn=13930607000419

[11] از زلزله زلزال‌ها تا قیام سجیل‌ها/مشهورترین موشک‌های ایرانی + عکس و مشخصات کامل  https://www.tasnimnews.com/fa/news/1393/08/26/560022

[12] موشک "زلزال ۳" از یمن به پادگان نظامی "نجران" عربستان اصابت کرد https://goo.gl/2SWzRN

[13] EXCLUSIVE: With Saudi Blockade Threatening Famine in Yemen, U.S. Points Finger at Iran  http://foreignpolicy.com/2017/11/22/with-saudi-blockade-threatening-famine-in-yemen-u-s-points-finger-at-iran/

[14] الحوثيون يعلنون إطلاق صاروخ باليستي على الرياض 19/12/2017 -الجزيرة نت- http://www.aljazeera.net/news/arabic/2017/12/19/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%8A%D8%B9%D9%84%D9%86%D9%88%D9%86-%D8%A5%D8%B7%D9%84%D8%A7%D9%82-%D8%B5%D8%A7%D8%B1%D9%88%D8%AE-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AA%D9%8A-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6

[15] الإعلام الحربي » مشاهد لحظة إطلاق صاروخ مجنح من نوع كروز على مفاعل براكة النووي في أبوظبي 03-12-2017 http://almasirah.net/gallery/preview.php?file_id=10367

[16] سمي هذا الصاروخ بسومار الذي هو اسم منطقة عمليات في الحرب العراقية-الأيرانية في محافظة کرمانشاه غرب إيران.

[17] موشک «سومار» شبیه به کروز 2500 کیلومتری روسی است/ شناسایی کروزها دشوار است ۱۳۹۳/۱۲/۱۸ /فارس/ http://www.farsnews.com/newstext.php?nn=13931218000047

[18] بالصور والفيديو: ايران تزيح الستار عن صاروخ سومار بعيد المدى- العالم  ٠٨ مارس ٢٠١٥ http://www.alalam.ir/news/1683375

[19] Possible Iranian Links to the Claimed Houthi Missile Launch Against the UAE

Farzin Nadimi http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/possible-iranian-links-to-the-claimed-houthi-missile-launch-against-the-uae

[20]  الحوثيون يكشفون عن تصنيعهم 4 طائرات بدون طيار/ 27فبراير2017 /الخليج الجديد http://thenewkhalij.org/node/60578

[21] Tehran accused of giving Yemen rebels kamikaze drones Richard Spencer-   - March 22 2017 https://www.thetimes.co.uk/edition/world/tehran-accused-of-giving-yemen-rebels-kamikaze-drones-bftzm6t9x 

[22] (مصدر الجدول: منظمة أبحاث التسلح أثناء النزاعات- كار) -iranian technology transfers to yemen March 2017

 [23] المصدر السابق

[24]  شرکت صنایع هواپیماسازی ایران  http://www.hesa.ir 

[25] تصريح متلفز لقائد الحرس الثوري الإيراني محمد جعفري نوفمبر/تشرين الثاني2017م عرضه التلفزيون الإيراني القناة الأولى.

 [26] “سكود” الحوثيين يشعل الخلاف بين السعودية ومصر/12 أكتوبر 2016/ ميدل ايست شفاف-لبنان- https://goo.gl/bB3okE

([27]) http://www.vsquds.com/fa/content/واحد-190-واحد-انتقال-اسلحه.html

[28] Getting nowhere in Yemen, Riyadh blames Oman /2-9-2016 https://www.intelligenceonline.com/government-intelligence_grey-areas/2016/08/31/getting-nowhere-in-yemen-riyadh-blames-oman,108179010-ART

[29] maritime interdictions of weapon supplies to somalia and Yemen-Deciphering-A-Link-To-Iran- conflictarm نوفمبر2016م

[30] شبكات إيرانية لتهريب الأسلحة إلى اليمن/عدنان هاشم/ 26 سبتمبر 2016 / http://www.yemenmonitor.com/Details/ArtMID/908/ArticleID/12072

 [31]أربعة مصادر واحد منها عمل في اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحدوث انفجار في المبنى تحت الأرض، وقال إنَّ الحوثيين وضعوا غطاء على رأسه حتى وصل إلى المكان بسفر ست ساعات ثمَّ استراحة في منزل مهجور لساعتين قبل أنَّ ينقله طرف ثالث إلى الموقع بسفر على طرق وعرة ثمَّ صحراوية لأكثر من ساعتين، وكان ذلك في منتصف 2015- وأشار إلى أنَّ الذين تواجدوا في المكان فقط حراسة من الحوثيين ومهندسين إنشائيين يصل عددهم إلى 8، وعاد إلى منزله بعد أسبوعين من العمل هناك كان يشمل المبيت في نفس المنطقة التي تشبه مزرعة واسعة. وتم وضع غطاء على الرأس والعودة مجدداً.

نشر :