هل ستكون اليمن ميدان الحرب الأمريكية الإيرانية؟

تقدير موقف | 23 يونيو 2019 00:00
 هل ستكون اليمن ميدان الحرب الأمريكية الإيرانية؟

English

PDF

 مقدمة

   خلال الأسابيع القليلة الماضية تزايدت التوترات على ضفتي مياه الخليج، ودفعت الولايات المتحدة الأمريكيَّة ببوارج وقاذفات صواريخ لمواجهة "تهديد محتمل من إيران"، ما دفع المنطقة إلى مخاوف من حرب مدمرة، تؤثر على شبه الجزيرة العربية، وباقي المنطقة.

وبينما التوترات تتزايد تعرَّضت أربع ناقلات شحن -بينها ثلاث نفطية تملك السعودية اثنتان- لهجوم قُبالة ميناء الفجيرة على المياه الإماراتية (12مايو/أيار)، بعد ذلك بيومين استهدف الحوثيون محطتين لضخ النفط في العمق السعودي، أوقفت لأيام ضخ النفط عبر الأنبوب إلى ميناء ينبع على البحر الأحمر. وفيما اتهمت السعودية إيران بضلوعها في استهداف أنابيب النفط لم يتم اتهام أي طرف بشأن استهداف "ناقلات الشحن". في يونيو/حزيران تم استهداف سفينتين نفطيتين في بحر عمان تحمل الأولى علم بنما والثانية علم جزر مارشال، أدت إلى اشتعال النار فيهما، وكانت الناقلتان تحملان شحنات من المشتقات النفطية السعودية والإماراتية في طريقهما إلى شرق آسيا. لم تؤدِّ الهجمات إلى خسائر بشرية. حمّلت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا إيران المسؤولية. واعتبرته دول الخليج وحلفاءها تصعيدًا للتوترات من جانب إيران غير مقبول. وهو اتهام رفضته إيران.

 

حرب أم اتفاق نووي جديد؟

،،

خرجت واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران وفرضت عقوبات تهدف لإيصال صادرات النفط الإيراني إلى صفر في مسعىلإعادة المفاوضات

 ،،

خرجت الولايات المتحدة من خُطَّة العمل المشتركة (الاتفاق النووي) مع إيران، وفرضت عقوبات اقتصادية جديدة على طهران في هدف أمريكي لإيصال صادرات النفط الإيراني إلى "صفر". في مسعى أمريكي لإعادة إيران لطاولة المفاوضات على الاتفاق النووي مجدداً ليكون أكثر تشدداً ضد إيران وسياساتها في المنطقة. رفضت دول الاتحاد الأوروبي الانسحاب رغم الضغط الأمريكي.

بعد شهور من انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي (مايو/أيار2018) فرضت واشنطن عقوبات أدى إلى خفض صادرات إيران النفطية من 2.5 مليونَي برميل يوميًا إلى نحو 400 ألف برميل بحلول نهاية مايو/أيار-  تمثل إيرادات النفط نحو 40 في المئة من إجمالي إيرادات الموازنة العامة الإيرانيَّة- في نفس الوقت فرضت واشنطن عقوبات على قطاع التعدين الإيراني الذي يمثل 10 في المئة من إجمالي صادرات إيران، ثمَّ عقوبات على قطاع البتروكيماويات الذي تصدر منه إيران نحو 14 مليار دولار سنويًا، كان للعقوبات تأثيرا كبيرا على الاقتصاد الإيراني، لكن وعلى عكس المتوقع فإن نسبة التأييد للنظام قد تزداد خاصة بعد وضع الحرس الثوري في قوائم الإرهاب الأمريكية[1].

توقعت الولايات المتحدة ردة فعل إيرانية بسبب العقوبات، وإن كانت طهران ستحاول التحايل عليها وبيع "النفط" في السوق السوداء رغم أن الفائدة ستقل كثيراً. ولتجنب ردة الفعل والتحضير للردع قررت واشنطن تعزيز قدراتها ووجودها العسكري في المنطقة تدريجيًا، فأرسلت في 9 أيار/ مايو 2019 حاملة الطائرات "يو أس أس إبراهام لنكولن" مع مجموعتها القتالية البالغ عددها 27 قطعة بين بارجة ومدمرة وغواصة. كما أرسلت في اليوم نفسه أربع قاذفات من طراز B-52 قادرة على حمل أسلحة نووية إلى المنطقة. والآلاف من الجنود في يونيو/حزيران لكن ذلك ليس كافياً لشن حرب مباشرة.

 

 

 

استراتيجيات اللعب خارج دائرة الحرب:

تملك إيران والولايات المتحدة استراتيجتان خطرتان للغاية لا توصل إلى حرب - ولا ترغبان بها- لكنها قد تدفع المنطقة إلى حرب بالمصادفة[2].

الاستراتيجية الأمريكيَّة: تستخدم الولايات المتحدة سياسة "الضغط الأقصى"  لإرغامها على حضور المفاوضات الجديدة بشأن اتفاق جديد يستجيب لمطالبها

،،

تملك إيران والولايات المتحدة استراتيجيات لا توصل إلى حرب

،،

المتعلقة بإعادة التفاوض على برنامجها النووي وبرنامجها الصاروخي ونفوذها الإقليمي. تشير بعض الأوساط الأمريكيّة إلى أن الاستهداف في مياه الخليج يؤجج طلبات ترامب ومساعديه لإيجاد قضية تبرر الحرب، مثلما فعل بوش قبل غزو العراق عام 2003.  لو كان ذلك فعلاً كان من الممكن استخدم إسقاط إيران لطائرة دون طيار أمريكية يوم (20 يونيو/حزيران) كمبرر على عمل عدائي كامل يستوجب شن ضربات عسكرية محدودة على مواقع إيرانية. لكن ترامب أوقف ذلك فعلاً بمبررات غير منطقية متعلقة "بعدد القتلى ولأنها لا تتناسب مع إسقاط بلا أحد على متنها".

تحتاج واشنطن إلى دعم أوروبي ودولي ضد إيران، لكن الانسحاب من الاتفاق النووي والدفع بقوات إلى الشرق الأوسط يشعل الخوف الدولي ويجعل من المواقف متذبذبة تجاه حرب قد تدمر مصالح العالم المتعلقة بالطاقة. وعلى الرغم من أن الاتحاد الأوروبي يحاول التحايل على العقوبات الأمريكيّة إلا أن آلية "إينستكس" لتسهيل الحركة المالية والتجارية مع إيران ليست كافية للتغلب على العقوبات الأمريكية التي ستتضاعف الفترة القادمة.

وفي نفس الوقت فإن استراتيجية الضغط الأقصى لا يمكن تَوقع نتائجها وتستلهم طهران تجربة الحصار ل40 عاماً الماضية للتذكير بقدرتها على الصمود.

الاستراتيجية الإيرانيَّة: تستخدم إيران سياسة "حافة الهاوية" لمواجهة العقوبات الأمريكية بالتهديد والأفعال بالمنطقة عبر الحرس الثوري - المصنف كجماعة إرهابية في الولايات المتحدة- وأذرعها في المنطقة.

على الرغم من أن إيران نفت ضلوعها في استهداف السُفن في مياه الخليج العربي، إلا أنها سبق أن هددت بإيقاف "تصدير النفط" من الخليج العربي رداً على "تصفير صادراتها النفطية". لن تستطيع طهران إغلاق مضيق هرمز المسؤول عن مرور30% من النفط العالمي، حتى لا تثير الأوروبيين والصين وروسيا وتعطي مبرراً للولايات المتحدة لضربها، لكن استهداف سُفن النفط دون تبنيّ واضح للعمليات يرفع من التوتر في أسواق الطاقة. ويذهب في ذلك استهداف الحوثيين لمضختي نفط سعوديتين غرب الرياض مرتبطة بميناء نفطي للمملكة على البحر الأحمر.

 طهران ستحاول تحمّل العقوبات الأميركية والمناورة حولها حتى يحين موعد الانتخابات الأميركية القادمة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020 على أمل أن يخسر ترامب ويفوز رئيس جديد تستطيع التعامل معه. في نفس الوقت قد يجرّ طرف داخل إيران الولايات المتحدة إلى عملية عسكرية محدودة لزيادة شعبيته في الداخل. وهذا الطرف يشمل "الحرس الثوري" و"المرشد".

ولأن إيران تعرف جيداً أن حرب مباشرة ستؤدي إلى خسارتها لذلك فإنها ستلجأ لاختبار ولاء أدواتها في منطقة الشرق الأوسط بالذات في اليمن والعراق وسوريا. لذلك قد تنقل الولايات المتحدة وإيران المعركة إلى المنطقة وفي مقدمتها اليمن.

 

انعكاس التوتر الأمريكي الإيراني على اليمن:

إن تجنب التصعيد بين إيران والولايات المتحدة سيكون صعباً نظراً لطبيعة تطرف النظامين وبالنظر إلى أن الطرفين ليسا مستعدين بَعد لتقديم أي تنازل فيما يتم طرحه فقد تذهب المعركة إلى أبعد من توتر في مياه الخليج إلى توتر أوسع في المنطقة حيث يوجد النفوذ الإيراني، وتبدو اليمن مرشحة لهذا التصعيد نظراً لكونها من وجهة النظر الإيرانيَّة المعركة التي تُقدم نتائج أفضل في إبراز قوة إيران الإقليمية بتكاليف أقل بكثير مما تنفقه في العراق وسوريا. ولأن اليمن من وجهة نظر أمريكية مصدر تأمين حلفاءها في منطقة الخليج مع التهديدات الحوثية باستهداف المنشآت الحيوية في منطقة الخليج وتهديد ممرات التجارة الدولية وممرات النفط في مضيق باب المندب.

يظهر ذلك واضحاً في تصريحات مبعوث أمريكا للملف الإيراني بريان هوك عقب اجتماع في جدة مع نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان (21 يونيو/حزيران2019) - بعد حادثة إسقاط الطائرة الأمريكية- "في حال لم يتم النجاح في مواجهة إيران باليمن فسيزيد ذلك من مخاطر اندلاع صراع إقليمي في الشرق الأوسط". “من المهم ألا تحصل إيران على موطئ قدم في اليمن لتهديد باب المندب”. "لابد من التصدي لمساعي إيران لاستخدام وكلاء لمهاجمة السعودية وزعزعة استقرار المنطقة"[3].

ومع ارتفاع حدة التوترات بين إيران والولايات المتحدة، أعلن الحوثيون عن 300 هدف لمنشآت حيوية سعودية وإماراتية سيجري استهدافها. وبدأت باستهداف مضختي النفط السعوديتين طائرات بدون طيار انتحارية. إضافة إلى استهداف مطارات سعودية تشمل نجران وجازان بطائرات مسيرة، كما تعرض مطار "أبها" لعدة ضربات، إحداها بصاروخ ذكي "كروز" يشبه إلى حد كبير صاروخ "سومار" الإيراني الذي دخل خط الخدمة الإيرانيَّة عام 2015م. كما أسقط الحوثيون طائرة بدون طيار أمريكية نوع (MQ-9) في مياه البحر الأحمر في ذات الشهر وقالت واشنطن إن الصاروخ "إيراني الصنع"[4] ، [5].

وصفت السعودية استهداف الحوثيين لمضختي النفط بكونه عمل قام به "الحرس الثوري" الإيراني، وبكون الحوثيين جزء من التنظيم الإيراني الموجود في قوائم الإرهاب الأمريكية[6]. ما يعني تصعيد في حدة الخطاب لدى التحالف وتغيره بتغير معطيات التوتر الإقليمي للمنطقة. في نفس الوقت لا تريد الرياض أن تزيد من الفاعلين الدوليين والإقليميين في اليمن فقد يعني ذلك خروج غير سليم للأوضاع من يدها دون تحكم كامل ويعرض عملياتها المستمرة منذ 4 سنوات لفشل ذريع. لكن مع تصاعد التوتر الأمريكي مع إيران قد تذهب الولايات المتحدة إلى أبعد من دعم التحالف العربي لمواجهة الحوثيين إلى اتخاذ إجراءات ردع أكبر وأوسع.

في نفس الوقت تملك إيران تأثيراً على جماعة الحوثي المسلحة، تعاظم بشكل كبير بعد عمليات التحالف العربي، مع اعتماد الجماعة بشكل أكبر بكثير على الدعم الإيراني بالأسلحة والدعم في السياسة والاعلام. في الوقت ذاته يملك الحوثيون أهدافهم الداخلية بشأن الحرب ضد الحكومة الشرعية المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية.

 

،،

قد تذهب المعركة إلى أبعد من توتر في مياه الخليج إلى توتر أوسع حيث يوجد النفوذ الإيراني، وتبدو اليمن مرشحة لهذا التصعيد نظراً لكونها من وجهة نظر طهران ميدان معركة يقدم نتائج أفضل بتكاليف أقل 

،،

 

 

ولذلك يمكن الإشارة إلى تأثير التوتر في مياه الخليج على الأوضاع في اليمن:

  • لا يمكن فصل ما حدث في مياه الخليج بالحملة الحوثية على أهداف منشآت حيوية داخل السعودية، كما لا يكن إغفال حوادث الحوثيين السابقة في استهداف السُفن النفطية في البحر الأحمر، ومحاولة التأثير على الشحن في مضيق باب المندب. لذلك فإيران مثلما أرسلت رسالة بإمكانية إيقاف تصدير النفط باستهداف السفن وإحالة الفاعل إلى مجهول فإن استهداف الحوثيين لمضختي النفط رسالة إيرانية بتعطيل النفط السعودي حتى الذي يصل إلى البحر الأحمر.
  • طريقة تعامل الحوثيين في كل مرة ستقدم مصالح واحتياجات إيران على مصالحها، فلا يمكن للجماعة -على الأقل في الوقت الحالي- الفشل في الاختبار الذي تقوم به طهران لولاء الجماعة. ومن الواضح أن ذلك سيغلب على الجماعة التي قد تعاني من تعارض في قرارات بين القيادات الأكثر ولاء لإيران والقيادات الأقل ولاء والتي تبدو "ديموغاجية" تقدم مصالح الجماعة على احتياجات إيران. ما يجعل الحركة في امتحان أخر داخلها وقد تخلص إلى اعتقالات واغتيالات ضد الرافضين لتقديم مصالح إيران.
  • أعلن الحوثيون عن خططهم بضرب 300 هدف من المنشآت الحيوية في السعودية والإمارات، بعد أيام من زعمهم تنفيذ المرحلة الأولى لانسحاب عناصرهم من موانئ الحديدة الثلاثة تنفيذا لاتفاق ستوكهولم. ما يجعل من عملية السلام تمر بمرحلة حرجة بما يعلنه الحوثيون وما يقولون إنهم قاموا به لدفع عملية السلام قُدماً.
  • إذا زادت التوترات بين إيران والولايات المتحدة وعدم خفض التصعيد، ومهاجمة واشنطن لأدوات طهران كجزء من سياسة "الضغط الأقصى" فإن اليمن ستكون ساحة حرب جديدة قد تدفع بالمنطقة إلى حرب إقليمية واستقطابات دولية. وحالياً تخوض إيران والاتحاد الأوروبي مشاورات بشأن اليمن كان أخر اجتماعاتها في يونيو/حزيران2019م[7].
  • في حال توسعت دائرة التوترات وخشيت السعودية من زيادة الفاعلين الدوليين في اليمن فإنها قد تلجأ إلى اتفاقات مع الحوثيين، لن تكون في صالح الحكومة الشرعية، التي تعاني بالفعل من تقلص نفوذها في المناطق المحررة نتيجة تزايد النفوذ الإماراتي السعودي.

 

سلاح الولاء :

تظهر جماعة الحوثي أنها أكثر ولاء لإيران ولا يمكن التخلي عنها -على الأقل في الوقت الحالي- ستضغط طهران لوقف أي تقدم لعملية السلام اليمنية، حتى تضغط صواريخ ودرونز الحوثيين على السعودية والإمارات، ومن شأن ذلك أن يُعقد جهود الأمم المتحدة إذا ما توسعت  رقعة الفاعلين الدوليين، ومع كل زيادة توتر في المنطقة سيكون على الحكومة الشرعية والتحالف المبادرة نحو تحقيق انتصار عسكري كبير على الحوثيين وتحييد الترسانة التي يقومون ببنائها، وحتى يحدث ذلك لن يجلس الحوثيون على طاولة تفاوض لإعادة مؤسسات الدولة في اليمن، وستصبح الجماعة فاعل رئيسي ضمن لعبة الاستراتيجيات الأمريكيَّة -الإيرانيَّة في المنطقة.

تعتقد إيران أن نفوذها في الشرق الأوسط باستخدام فاعلين غير رسميين، يساهم في تعزيز أمنها القومي، وجزء من حماية النظام من التهديد الخليجي المستمر منذ عقود. لذلك من الصعب أن تتخلى عن حلفائها في المنطقة. على العكس من ذلك -وبعيداً عن خطابات التصعيد السعودية- فإنها تعتقد أن جماعة الحوثي ليست موالية بشكل كامل لإيران، وتعتقد أن بإمكان الجماعة التخلي عن طهران إذا حصلت على اتفاق يبقيها في السلطة أو كما تشير المبادرة الأمريكيَّة الأخيرة بإقليم خاص بالحوثيين باعتبارهم "أقلية"[8]، ومن الصعب أن يتخلى الحوثيون عن إيران حتى لو أعلنوا للرياض بذلك، فالجماعة أصبحت أكثر ارتباطاً بإيران وحزب الله اللبناني بحيث يَصعب التخلي عنها.

 


ملخص:

،،

ركون السعودية وحلفائها على ضربة عسكرية أمريكية على إيران أملا في اخضاع الحوثيين غير مجدي، خاصة وأن طموحهم ليس السيطرة على اليمن فحسب بل مناطق نفط الخليج وأماكن المقدسات التي تجعل طهران تتزعم العالم الإسلامي

،،

إذا فوضع اليمن الآن لم يعد كما سبق، فقد أضيف لتعقيدات مشاكله الداخلية تعقيد جديد يتعلق بالصراع الاقليمي والدولي مع إيران، ومع وجود جماعة موالية لايران وقادرة ان تحدث فوضى في المنطقة لصالح طهران، فإن فرص الحلول السياسية تتقلص أكثر، ما يعني أن هناك أكثر من سيناريو للمشهد اليمني بناء على المشهد الاقليمي والدولي.

1)    سيناريو ضربة عسكرية أمريكية لإيران:

إن شن حرب كبيرة أو محدودة على إيران يدفعها إلى الرد وضرب دول الخليج بالصواريخ بالذات مناطق محطات توليد الطاقة وتصدير النفط ومراكز التجارة والاقتصاد، وإلى دانب ذلك ساستخدم ميلشياتها في المنطقة بشكل أكثر عنفا بالذات في اليمن، ما يعني أن الحوثيين سيزيدون من استهداف المدن والمطارات والمنشئات النفطية والمدنية الخليجية بالذات السعودية، وتهديد ممر التجارة الدولي في مضيق باب المندب، وقد تكون لدى إيران خلايا نائمة تستخدمها سواء في المناطق الجنوبية والشرقية المسيطرة عليها قوات الحكومة اليمنية والتحالف العربي الداعم لها ، أو مناطق مهيأة  للفوضى في جنوب وشرق السعودية أيضا.

2)    سيناريو تشديد العقوبات الإقتصادية على إيران:

بالنسبة لإيران فإن تشديد العقوبات للوصول غلى تصفير انتاجها من النفط هو بمثابة الحرب عليها، ولذلك لن تقوم برد عسكري مباشر، بل من خلال ميلشياتها بالذات جماعة الحوثيين في اليمن التي ستقوم باستهداف المدن والمطارات والمنشئات المدنية والنفطية لدول التحالف ومحاولة تفجير الوضاع داخليا في اليمن بالذات مناطق سيطرة الحكومة والتحالف، ومحاولة إثارة الفوضى ايضا في الخليج .

3)    سيناريو اتفاق نووي جديد بين إيران وأمريكا:     

هذا هو أقوى السيناريوهات وسيضع الحوثيين الذين ابدوا اخلاصا كبيرا لإيران في مكانة جيدة في الاتفاق، ما يعني أن سيطرتهم وحكمهم مناطق الشمال اليمني سيكون بإرادة دولية.

 

 

 

فصل المشكلة اليمنية عن تداعيات الاقليم:

ختاما: إن مماطلة دول التحالف في الاسراع بحسم المعركة مع الحوثيين على الأرض، وتطلع بعض أطراف التحالف من دول الخليج لتحقيق مصالح استراتيجية وأمنية عاجلة من الحرب في اليمن، عقد الوضع سياسيا وإنسانيا وعسكريا.

ومن خلال تتبع السيناريوهات الثلاثة فإن ركون السعودية وحلفائها على ضربة عسكرية أمريكية على إيران أملا في اخضاع الحوثيين غير مجدي ، خاصة وأن طموح جماعة الحوثي ومن ورائها إيران ليس السيطرة على اليمن فحسب بل تفكيك دول الخليج والسيطرة على مناطق النفط واماكن المقدسات التي تجعل طهران تتزعم العالم الإسلامي.

ولذلك فإن أمام دول التحالف العربي بقيادة السعودية فرصة ضئيلة وهي الانتصار في اليمن وهزيمة الحوثيين عسكريا، وإلا فإن بقاء الحوثي قوة حاكمة في شمال اليمن مهما كانت سيناريوهات التصعيد الأمريكي الإيراني، هو تهديد طويل المدى لامن الخليج بالذات السعودية.

 

مراجع:


[3] مشاهدة مباشرة لمؤتمر صحافي لتلفزيون العربية السعودي مساء (21 يونيو/حزيران2019)

[4] يمكن الاطلاع على دراسة مركز أبعاد حول الحركة الحوثية وإيران وأسلحتها في اليمن  The terror of Iranian weapons.. Houthi Forces Threaten Gulf Security https://abaadstudies.org/news-59756.html

[6] الجبير يتهم إيران بالوقوف وراء استهداف محطتي ضخ نفط أرامكو https://www.aa.com.tr/ar/1479700

[8] يمكن الاطلاع على المبادرة وأهم مضامينها في دراسة أبعاد Difficult Peace for Yemenis...Could it be born in Sweden Consultations? https://abaadstudies.org/news-59787.html

نشر :