دراسة أبعاد حول نفوذ الإمارات في اليمن: تنافس سعودي إماراتي ودور أبوظبي انحرف عن أهداف عاصفة الحزم إلى إسقاط الشرعية
كشفت دراسة عن وجود تنافس سعودي إماراتي في اليمن أدى إلى إضعاف الشرعية والحكومة اليمنية في المناطق المحررة وأعطى فرصة للحوثيين في تقوية نفوذهم في المناطق الأخرى التي يسيطرون عليها.
وتُقدِّم دراسة "النفوذ الإماراتي في اليمن.. المرتكزات والحصاد"، التي ينشرها مركز أبعاد للدراسات والبحوث رؤية حول الدور الإماراتي تحت غطاء التحالف العربي الذي أعلن عن عملية عسكرية في اليمن تحت مسمى عاصفة الحزم في مارس 2015 بعد انقلاب قوات صالح والحوثيين على حكومة الرئيس هادي، وتطور ذلك الدور ضمن عِدة بيئات وتحولات محلية وإقليمية ودولية.
وأشارت الدراسة إلى أن الدور الإماراتي في اليمن، انحرف بشكل كبير عن الهدف الرئيس لعاصفة الحزم، باتجاه إسقاط الحكومة الشرعية، والتشكيك في شرعية الرئيس هادي، وتشكيل الميلشيات ودعم التمردات المسلحة ضد الحكومة كما حدث في يناير/كانون الثاني 2018 في عدن.
وجاء في الدراسة التي نفذتها وحدة الاستراتيجيات في مركز أبعاد للدراسات أن الإمارات " كما استخدمت مظلة التحالف العربي بقيادة السعودية من أجل التوسع في الجنوب والسيطرة على الموانئ والمطارات، فقد استخدمت مكافحة الإرهاب من أجل الهيمنة وتوسيع رقعة السيطرة لتشمل محافظات ومناطق جديدة".
وكشفت الدراسة أن الإمارات لديها أهداف استراتيجية من خلال تسويق نفسها على أنها تكافح الإرهاب وتواجه الحوثيين المدعومين من إيران ، وهو الحصول على وجود عسكري واستثماري طويل الأمد في اليمن بالذات في سقطرى وباب المندب، ومحاولة الهيمنة على نفط وغاز وموانيءومطارات اليمن واحتكار قطاع الإنترنت والاتصالات والكهرباء.
وحددت الدراسة المرتكزات والأدوات للإمارات في اليمن: يشمل ذلك القوة السياسية والعسكرية ، مثل "المجلس الانتقالي الجنوبي" الذي تأسس بعد إقالة حلفاء لها من مناصبهم في مايو/آيار 2017 لضمان سيطرتها على حركة الشارع المطالب بالانفصال، وتشكيل ميلشيات خارج مؤسسات الدولة العسكرية مثل (الحزام الأمني والنخبة) في عدة محافظات جنوبية إلى جانب تيار المؤتمر الشعبي العام الموالي للرئيس الراحل علي عبدالله صالح ، إضافة إلى وجود قوات لها في اليمن وقوات متعددة الجنسيات ضمن ما يعرف بقوات الحرس الوطني الإماراتي التي تتلقى أوامرها من ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد.
وحول انحراف الدور الإماراتي استشهدت الدراسة بعمليات التعذيب واستهداف المواطنين واعتقالهم من قبل القوات والميلشيات المدعومة والممولة من الإمارات بناء على معارضتهم السياسية لدور الإمارات.
وقدمت الدراسة توضيحاً لمرتكزات النفوذ الإماراتي في اليمن، التي تتيح له قدرا من الهيمنة والسلوك التدخُلّيّ، ويأتي في مقدمة ذلك مظلة التحالف العربي بقيادة السعودية ووجود عدد من القوى المحلية التي تتماهى مع الدور الإماراتي وتحمل مشاريع مناهضة لشرعية الرئيس هادي ومشروع الدولة الاتحادية التي خرج بها مؤتمر الحوار الوطني.
وقدمت الدراسة أربعة احتمالات لغموض الموقف السعودي من الدور التدخلي للإمارات في اليمن من بينه احتمال وجود تفاهمات بين القيادتين السعودية والإماراتية، واحتمال انشغال السعودية بترتيب الداخل والدفاع عن حدودها الجنوبية، واحتمال حاجة السعودية إلى الإمارات كجهة تأثير في مواقف الإدارة الأمريكية، وآخر الاحتمالات هو وجود تأثير للإمارات في القرار السعودي وتغلغل نفوذ أبوظبي وتأثيرها في المواقف الخارجية السعودية .
تنتهي الدراسة بالإشارة إلى حصاد الوجود الإماراتي في اليمن، وخلصت إلى أنه بقدر أن تمرد الحوثيين في الشمال أنهك مؤسسات الدولة، فإن قيام الإمارات في الجنوب بتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي والميلشيات الموالية لها خارج الدولة اليمنية لتحقيق أهداف خاصة بها في الميدان ، قد أضعف شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي .
وتؤكد أن الوجود الإماراتي وتفعيل أدواته تسبب في تآكل الحكومة الشرعية إلى حد أصبح مشكوك في قدرتها على إدارة المحافظات الجنوبية.