نفوذ إيران في اليمن بعد سليماني.. الحوثيون بين الاحتواء والإنتقام للجنرال
مقدمة
مع مطلع عقد جديد انضمت جثة الجنرال الإيراني قاسم سليماني إلى مئات الآلاف من الجثث التي خلفها عمله وهو يبحث عن نفوذ لدولته في سوريا والعراق واليمن، وقبل ذلك في لبنان، فالرجل قائد "فيلق قدس" التابع للحرس الثوري ، يعتبر المخطط الأول لاستراتيجية النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط التي نجم عنها بناء ميليشيات مسلحة سعت للسيطرة على عواصم عربية وأدت إلى حروب مفتوحة خاضتها إيران بميلشيات طائفية عنيفة .
قُتل قاسم سليماني (62 عاما) بغارات أمريكية يوم الجمعة (الثالث من يناير/كانون الثاني 2020) برفقة نائب رئيس ميلشيات الحشد الشعبي العراقية ابو مهدي المهندس ، ويعتبر سليماني المسؤول الإيراني الأعلى الذي تغتاله واشنطن بشكل رسمي منذ الثورة الإيرانية عام 1979. فـ"سليماني" كان أكثر من مجرد رجل يقود قوة عسكرية في إيران، فهو الرجل الثاني بعد المرشد الأعلى، إذ جرى "أسطرته" خلال عقود ليصبح رمزاً من رموز النظام الإيراني داخلياً وخارجياً.
بدأ "سليماني" حياته العسكرية بانضمامه للحرس الثوري عام 1980 ومشاركته في الحرب الإيرانية- العراقية (1980- 1988)، ثم تعيينه على رأس "فيلق القدس" عام 1997، وتسميته من قبل المرشد الإيراني الأعلى على خامنئي بـ "الشهيد الحي".
يعد فيلق القدس هو أكثر الوحدات نخبوية وسرية في الفروع العسكرية الإيرانية وأبرز فروع الحرس الثوري الإيراني (IRGC). وعلى مدار العقدين الماضيين، ساعد الفيلق في تسليح وتدريب حزب الله في لبنان، والميليشيات الشيعية في العراق وسوريا، والحوثيين في اليمن، والمقاتلين في البوسنة وأفغانستان. لذلك تمكن "قاسم سليماني" خلال العقود الماضية من صناعة "نفوذ خارجي" لإيران في المنطقة، معتمدا على مبدأ تصدير الثورة الإيرانية وقدرته على مراوغة المؤسسات العسكرية التقليدية ليصبح "فيلق قدس" هيئة مستقلة، في مهمة «تصدير المثل العليا للثورة في جميع أنحاء الشرق الأوسط»[1].
بالنسبة لإيران وحلفائها فإن قتل "سليماني" كان عملاً حربياً كبيراً. إذ نقضت الولايات المتحدة باتفاق عدم اعتداء متبادل غير معلن مع "سليماني" خلال الحملة المشتركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا والعراق. فيما يعتقد الأمريكيون أن مقتل متعاقد عسكري رفيع في العراق واقتحام السفارة الأمريكية في بغداد أظهر أن العدو الرئيسي الآن هو "قاسم سليماني". وظل قرار مقتل "قاسم سليماني" معلقاً خلال الإدارات السابقة منذ 12 عاماً خلال إداراتي جورج بوش (الابن) وباراك أوباما، لكن دونالد ترامب قرر كسر ذلك بتنفيذ الهجوم. كما أن مقتل سليماني يجعل واشنطن في مواجهة مباشرة مع قوات الحرس الثوري -الذي صنفته الولايات المتحدة ضمن قوائم الإرهاب عام 2019- وهي قوة تبلغ قوامها نصف مليون جندي وتوصف بأنها أقوى قوة عسكرية قد تواجهها الولايات المتحدة منذ مواجهة جيش الشعب الصيني التطوعي قبل أكثر من 60 عامًا في كوريا[2].
لذلك فإن مقتل قاسم سليماني، نقطة تحول كبيرة في العلاقات الإيرانية-الأمريكية، تنعكس بالتأكيد على أمن الخليج والمنطقة بالذات اليمن على وجه التحديد باعتبارها ساحة صراع اقليمي بين السعودية وإيران.
شبكات إيران الإقليمية
يمثل مقتل "سليماني" خسارة لإيران فمن الصعب تعويض رجل بمكانته وقدراته، كما من الصعب صناعة "أسطورة" جديدة للإيرانيين وللعالم بسهولة . لقد صُدمت طهران بالفعل من القفزة الدرامية لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سلم سياسة "الضغوط القصوى" على إيران التي بدأت بالانسحاب من الاتفاق النووي عام 2018، وتعززت بعقوبات اقتصادية أخطرها محاولة تصفير صادرات النفط الإيراني ، وهي السياسة التي تواجهها إيران بسياسة "حافة الهاوية" وهما سياستان قد تؤديان بالمنطقة إلى صدام أو حرب غير متوقعة.
بعد مقتل سليماني من المتوقع أن تضاعف إيران نفوذها في العراق ولبنان وسوريا واليمن وتعتبر ذلك تعزيزا لخطوطها الأمامية في مواجهة محاولة تقودها الولايات المتحدة لتطويقها بمساعدة إسرائيل والسعودية[3].
من خلال الجنرال سليماني، عملت إيران لعقود في بناء شبكة علاقات مع الحكومة السورية والجماعات المسلحة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، وكثير منهم في نطاق مواجهات حلفاء الولايات المتحدة - وعلى مقربة من وحدات القوات الأمريكية المنتشرة في سوريا والعراق، وقُرب مضيق باب المندب (البحر الأحمر-خليج عدن) ومضيق هرمز (الخليج العربي). لذلك فإن انتشار هذه الشبكة يعني أن إيران يمكن أن تعتمد على حلفائها الميدانيين في ضرب مصالح استراتيجية في المنطقة مع إنكار المسؤولية.
وسبق أن أعطت إيران أمثلة على الكيفية التي يمكن أن ترد بها. فبعد انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع الولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى عام 2015 انتقل الحرس الثوري وحلفاؤه الذين يعملون لحسابه من الهجمات المحدودة على ناقلات النفط في الخليج إلى هجمات نوعية بالصواريخ والطائرات المسيرة على عملاق النفط العالمي أرامكو في السعودية، تبنى الحوثيون معظم تلك الهجمات رغم تأكيدات بأن لا قدرة للحوثيين تنفيذ تلك الضربات بدون دعم إيران.
لذلك من الملاحظ أن حلفاء واشنطن الإقليميين يتوقعون الخطوة التالية لإيران، بتقوية دفاعاتهم، مبتعدين عن قرار ترامب بقتل الجنرال سليماني وحتى التواصل بهدوء مع إيران مباشرة لمحاولة تجنب الصراع؛ ففي اليوم التالي لمقتل سليماني توجه وزير الخارجية القطري إلى طهران -حيث تمتلك واشنطن قاعدة عسكرية متقدمة في الدوحة-، كما أن الكويت نفت أن تكون الطائرة التي استهدفت "سليماني" انطلقت من قواعد أمريكية في الكويت.
لكن الوضع حساس بشكل خاص بالنسبة لدولة مثل المملكة العربية السعودية وأيضا الإمارات العربية المتحدة التي تقع مباشرة في الجهة المقابلة لإيران في الخليج العربي ولهما علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، ما يجعل البنية التحتية النفطية والتجارية للبلدين هدفا متوقعا للهجمات الإيرانية. وقبل مقتل سليماني أعلن الحوثيون عن تصعيد ضد السعودية والإمارات باستهداف منشآت حيوية.
قد يكون حدث مقتل "سليماني" يعتبر أكثر أهمية -أو يوازي على الأقل- من حدث مقتل أسامة بن لادن (زعيم تنظيم القاعدة) قبل عقد -تقريبًا- أو أبو بكر البغدادي (زعيم تنظيم الدولة "داعش") في أكتوبر/تشرين الأول2019. ليس لأن سليماني قد يشعل حربًا أخرى في الشرق الأوسط ، كما حذر الكثيرون، ولا كونه ممن لا يمكن لإيران الاستغناء عنه[4] لكن لأن مقتله يأتي في الوقت الذي يواجه فيه مشروع الهيمنة الإيراني تحديات غير مسبوقة، في العراق ولبنان، من خلال الاحتجاجات الشعبية، وفي حين أن المشروع في سوريا لا يزال في حالة عدم استقرار خاصة مع تصاعد النفوذ الروسي على نظام بشار الأسد، كما أن المشروع في اليمن يعيش مرحلة استنزاف وتخبط مع تمكن السعودية من اقناع قيادات داخل الجماعة باعادة النظر في التحالف مع إيران [5].
ورغم كل تلك التحديات التي يواجهها النظام الإيراني في المنطقة يمكن إضافة تحدي آخر وهو حالة العداء المتجذرة مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تزداد باستمرار، لذلك لا يستبعد الأمريكان حصول هجمات للحرس الثوري الإيراني من خلال ميلشيات بناها في عدة دول ، وهو ما يبقي العالم في حالة توتر .
قد يكون الرد على اغتيال "سليماني" ضمن نشاط ما يعرف بمحور المقاومة الذي تقوده إيران وهم (حزب الله في لبنان- ميليشيات الحشد الشعبي في العراق- جماعة الحوثي في اليمن ونظام الأسد وميلشيات أخرى في سوريا) وكل تلك الجهات كانت مرتبطة بالجنرال الإيراني "قاسم سليماني" مباشرة.
الإنتقام المتعدد:
يعتقد أن الولايات المتحدة وإيران قد لا يريدان الذهاب للتصعيد في المنطقة، وأن واشنطن تسعى لتعديل الاتفاق النووي الذي الغاه الرئيس ترامب، بينما طهران ترى أن مقتل سليماني تعدى حالة الضغط المتوقع إلى استهداف رأس النظام الإيراني، ولذلك كان الرد المستعجل عسكريا بضرب قاعدتين في العراق تتواجد فيها قوات أمريكية.
لكن في حال افترضنا حصول تصعيد من الولايات المتحدة ضد إيران[6] فإن الرد سيكون متعدد المحاور:
- العراق: لأسباب متعددة قد يكون الرد هناك مزدوجا بين عسكري وسياسي ، فبقدر استهداف القواعد الأمريكية بالصواريخ ، يكون هناك ضغطا سياسيا وشعبيا بالذات من الفصائل الشيعية للمطالبة برحيل القوات الأمريكية عن العراق.
استفادت إيران كثيرا من مقتل نائب رئيس ميلشيات الحشد الشعبي العراقية "أبو مهدي المهندس " مع الجنرال قاسم سليماني، كما استغلت شعار "انتهاك السيادة " كون الضربة وقعت على أرض عراقية ولذلك قامت ميلشيات عراقية مقربة من إيران بحملة تحريض وتعبئة ضد الولايات المتحدة بطريقة قد تدفع بعض الموالين لإيران تنفيذ هجمات انتقامية. مثل هذه السيناريوهات قد تجعل الوجود الأمريكي في العراق غير مستدام، وقد تُستهدف القواعد العسكرية الأجنبية الموجودة على أراضيها، كانت الميليشيات الشيعية التي انضمت للحشد الشعبي -الذي كان يشرف عليه سليماني- تشن هجمات على الأمريكيين بانتظام حتى وقت قريب.
آية الله علي السيستاني - رجل الدين الأكثر تقديرا في الوسط الشيعي العراقي- أدان واشنطن لقيامها بما أسماه "العدوان الصارخ"، لكنه دعا في نفس الوقت إلى ضبط النفس. توّج ذلك بقرار من البرلمان العراقي الذي يدعو القوات الأمريكية إلى مغادرة البلاد. رفض ترامب الخروج وطلب من السلطات العراقية دفع خسائرها في بناء القواعد العسكرية.
في (الثامن من يناير/كانون الثاني2020) شنت إيران هجمات على قاعدتي "عين الأسد" في الأنبار، وقاعدة أخرى في أربيل، بأكثر من 16 صاروخاً باليستياً، ما دفع المنطقة إلى التوتر[7]*[8]. قالت إيران إنها خطوة أولى للانتقام لمقتل سليماني. لم يحدث أي إصابات في صفوف القوات الأمريكية وفضل ترامب زيادة الضغط عبر العقوبات الاقتصادية بدلاً من الرد العسكري[9].
في تصعيد الحرس الثوري لخطابه خلال الساعات الأولى للهجوم تحدث أن "الخطوة الثانية" للانتقام لمقتل سليماني ستشمل محور المقاومة الذي يشمل الميليشيات التابعة لإيران في المنطقة[10].
- لبنان: قد تبدأ ميليشيات حزب الله باستهداف أهداف إسرائيلية متعددة. وتشير المعلومات بالفعل عن بدء تحركات للحزب من أجل الانتقام عقب مقتل سليماني وردة الفعل الايرانية بالهجوم على "عين الأسد"[11]. وكان حسن نصر الله قد توعد في خطاب بالانتقام لمقتل سليماني. إضافة إلى أهداف أمريكية داخل لبنان وخارجها، ويملك حزب الله نفوذاً في أمريكا اللاتينية، بفعل تجارة الأسلحة والمخدرات.
- سوريا: من الصعب أن تقوم الميليشيات الشيعية في سوريا باستهداف الوجود الأمريكي، إذ يتوقع أن تلتزم إيران بسياسة الاحتواء التي تهدف إلى منع روسيا وتركيا من التغول على المحافظات الواقعة تحت سيطرتها في سوريا، لكن في حال اندلاع مواجهات بين واشنطن وطهران ربما تتضرر القواعد العسكرية الأمريكية هناك، كما ان الفرصة مواتية لاسرائيل في توجيه ضربات نوعية على معسكرات الميلشيات الإيرانية كما فعلت من قبل .
الارتباط بفيلق قدس:
عادة ما كان قاسم سليماني -والنظام في إيران- في الحديث عن مواجهة الولايات المتحدة يشير بوضوح إلى مضيق باب المندب والبحر الأحمر ومنشآت النفط في الخليج. ولا توجد معلومات موثقة من مصادر مفتوحة تحدد متى بدأت العلاقة بين الحوثيين و"فيلق قدس" وقاسم سليماني، لكن قد تبدو العلاقة تعمقت بعد 2015م عندما بدأ التحالف الذي تقوده السعودية عمليات عسكرية دعماً للحكومة المعترف بها دولياً.
ومن المتوقع أن تجد إيران في اليمن المكان المناسب للرد، إذ تعيش البلاد في حالة حرب، كما أن الملفات الخاصة بمليشياتها في العراق وسوريا ولبنان مفتوحة بسبب التظاهرات الموجودة لإسقاط الأنظمة السياسية التي تملّكت إيران قرارها السياسي طوال وعقود، حيث يُعتقد أن تستخدم إيران مقتل سليماني لقمع التظاهرات واعتبارها عملاً مزعزعاً لمواجهة الأمريكيين. وهو الأمر ذاته المتعلق بمواجهة توسع التظاهرات في إيران التي وصلت إلى أكثر من 100 منطقة إيرانية خلال الأشهر الأخيرة، فمن المتوقع أن يستخدم النظام مقتل "سليماني" لاتهام المتظاهرين بالعمالة للولايات المتحدة الأمريكية[12].
وتشير المعلومات أن قاسم سليماني، لعب دوراً بارزاً في تنمية الأواصر بين الطرفين وإيصالها إلى قمة التعاون. وعادة ما كان قاسم سليماني يلتقي قيادات الحوثيين الموجودين في الخارج[13]. كما أن "فيلق قدس" اعترف أكثر من مرة بتدريب الحوثيين في البلاد.
تؤكد المعلومات أن "سليماني" كان على رأس لجنة إيرانية خاصة تسلم تقريرها إلى لجنة الخبراء بشأن اليمن ووضع جماعة الحوثي وكيفية مساعدتهم. وهذه اللجنة كانت مختلفة عن لجنة دعم الشعب اليمني التي أعلن عنها النظام الإيراني عقب عمليات التحالف ضد الحوثيين لجمع التبرعات المالية[14].
ومنذ 2015 ظل سليماني يجتمع بانتظام مع كبار مسؤولي الحرس الثوري في طهران لبحث سبل "تمكين" الحوثيين. وعادة ما كان سليماني يؤكد ضرورة "زيادة حجم المساعدة من خلال التدريب والسلاح والدعم المالي"[15]. حيث يعتقد سليماني أن اليمن هي الحرب الحقيقية التي تخوضها إيران دون تكاليف باهظة، وكسب معركة اليمن سيساعد في تحديد ميزان القوى في الشرق الأوسط[16]. قال سليماني في مايو/أيار 2016، إن نتائج الحرب في اليمن "كرست وأثبتت قدرة جماعة الحوثيين على نحو لا يمكن تجاهله"[17].
يقوم فيلق قدس بتهريب الأسلحة الإيرانية إلى اليمن، وإعادة تركيبها داخل البلاد، إضافة إلى تدريب مقاتلين حوثيين داخل الأراضي الإيرانية[18].
تقوم وحدة متخصصة تدعى الوحدة (190) في فيلق قدس بمهمة تهريب السلاح إلى الحوثيين، كانت تحظى بإشراف مباشر من قاسم سليماني ونائبه "إسماعيل قاآني" الذي خلفه حالياً في قيادة الفيلق[19].
يمثل قاسم سليماني قيادة روحية للميليشيات الشيعية في الشرق الأوسط، لذلك فإن مقتله يؤثر على نفسية قيادة جماعة الحوثيين التي قد تندفع إلى الانتقام. ما يشير إلى ذلك أن الحوثيين قاموا بطباعة صور قاسم سليماني وتعليقها على بنادقهم.
وأكد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني علاقة الحوثيين ب"سليماني" بالقول: إن اليمن تعرف قاسم سليماني. في إشارة إلى دعمه لجماعة الحوثي القيام بالانتقام.
قال سليماني في مايو/أيار 2016، إن نتائج الحرب في اليمن "كرست وأثبتت قدرة جماعة الحوثيين على نحو لا يمكن تجاهله".
إن أبرز ما يشير إلى علاقة "فيلق قدس" بالحوثيين وجود الذراع اليمني لـ"قاسم سليماني" في صنعاء- حسب إفادة الخارجية الأمريكية، إضافة إلى الإعلان عن مقتل قيادي آخر.
يعتبر العقيد عبد الرضا شهلائي الذراع اليمنى لـ"سليماني" وقد أعلنت واشنطن وجوده في اليمن في (ديسمبر/كانون الأول2019)[20]، ووجهت له اتهامات بالمسؤولية عن نقل السلاح والذخيرة إلى الحوثيين ومساعدتهما في التخطيط للعمليات العسكرية، والمساهمة في تطوير القدرات القتالية للحوثيين". وتعتقد الخارجية الأميركية أن شهلائي، المولود عام 1957، يستخدم عدة أسماء، من بينها: عبد الرضا شهلائي، الحاج يوسف، الحاج ياسر. وقدمت واشنطن جائزة بقيمة 15 مليون دولار لأي معلومات عنه، وقد فشلت محاولات متعددة لاغتياله.
لا توجد معلومات تفصيلية عن مصطفى محمد ميرزائي البالغ من العمر (38 عاماً) والذي تقول وسائل إعلام إيرانية في دولة تابعة لـ"محور المقاومة" دون الإشارة إلى الدولة[21].
لكن "ميرزائي" قتل في ضواحي العاصمة صنعاء يوم الخميس (2 يناير/كانون الثاني2020)، بغارة جوية للتحالف الذي تقوده السعودية[22].
وفي 9 يناير/ كانون الثاني ظهر قائد القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني" أمير علي حاجي زادة " في مؤتمر صحفي وخلفه أعلام الميلشيات التابعة لإيران ، وبينها علم ما يسمى ( أنصار الله) الحوثيين[23].
تفكيك التحالف الاستراتيجي
خلال 2019 حاولت الولايات المتحدة فك تحالف الحوثيين مع إيران، بعد أن أظهر الحوثيون تبني كامل لخطاب ما يسمى "محور الممانعة "أو "المقاومة" وأدبياته. ولم يكن الحوثيون ليشيروا لهذه العلاقة -التي ظهرت أيضاُ في ردة الفعل على مقتل سليماني- لو لم يكن حجم العلاقة وحجم التنسيق والمساعدات العسكرية محفزاً للجهر بهذه العلاقة[24].
وحفزت الضربات التي استهدفت أرامكو في سبتمبر/أيلول2019[25] -وأدت إلى وقف نصف صادرات السعودية من النفط بشكل مؤقت وتسبب في خفض قيمة أرامكو في السوق، وتبنيّ الحوثيين للهجوم على تلك المنشآت رغم أن الاتهامات السعودية والغربية والأمريكية تؤكد أن إيران وراء ذلك الهجوم.
حاولت واشنطن تقديم إغراءات للحوثيين ودفعهم للخروج من محور إيران. وتحدث مبعوث الولايات المتحدة الخاص بإيران براين هوك أن "الحوثيين ليسوا تابعين لطهران"[26] في نقلة نوعية على تصريحات سابقة اعتبر فيها هوك الحوثيين "الجماعة التي تعمل بالوكالة عن إيران". كما وصف العلاقة الإيرانية/الحوثية بأنها "تحالف استراتيجي".
كانت تلك التصريحات دليل على تقدم يتم إحرازه في التشاور بين الحوثيين والمسؤولين السعوديين في العاصمة العمانية مسقط، حيث يسعى السعوديون إلى تسريع الجهود الرامية لإنهاء تدخلهم العسكري في اليمن. لكن تلك المشاورات تعذرت في نهاية المطاف[27] عندما أوقف الحوثيون هدنة من طرف واحد كانوا أعلنوا عنها عقب هجمات سبتمبر/أيلول2019 على أرامكو، معلنين استئناف قصف السعودية بالصواريخ الباليستية والطائرات دون طيار في ديسمبر/كانون الأول2019[28].
لكن الإيرانيين ردوا على ذلك سريعاً، بالاعتراف بسلطة الجماعة على صنعاء سلطة شرعية وقبول تعيين سفير باسم اليمن في طهران[29]. كما التقى المرشد الأعلى علي خامنئي وفداً للحوثيين، في رمزية كبيرة للجماعة فنادراً ما يلتقي "خامنئي" بمسؤولين من أدواته في المنطقة[30]. وفتحت إيران للجماعة لقاءات بسفراء دول غربية بتنسيق من الخارجية الإيرانية[31]. وقد يمثل فشل المشاورات السعودية/الحوثية حافزاً لإيران لدفع الحوثيين على قصف السعودية والإمارات.
ردود فعل الحوثيين على مقتل سليماني
تشير تصريحات قيادات الحوثيين إلى أن الجماعة غاضبة لمقتل قاسم سليماني وأنها ستسعى للانتقام وأبرز ما يظهر ردة فعل الحوثيين التالي :
- تظاهر الآلاف من أنصار الجماعة في صنعاء وذمار المجاورة، ومحافظات: حجة وصعدة (شمال)، والحديدة (غرب)، تنديداً بمقتل "قاسم سليماني" و"أبو مهدي المهندس" وتوعدت البيانات "بانتقام كامل" و"طرد القوات الأمريكية من المنطقة"[32].
- انتشرت صور "قاسم سليماني" و"أبو مهدي المهندس" في معظم أحياء العاصمة اليمنية صنعاء، مع عبارات تدعو للانتقام[33].
- أعادت وسائل الإعلام التابعة للحوثيين مراراً وتكراراً دعوة "زينب قاسم سليماني" زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي إلى الانتقام لوالدها.
- على شبكات التواصل الاجتماعي يظهر الحوثيون غاضبون للغاية من مقتل سليماني، ويدعون إيران إلى التنسيق مع جماعتهم للانتقام.
- بعد قصف إيران القواعد الأمريكية في العراق قال عبدالملك الحوثي: الضربة الإيرانية باتجاه القواعد العسكرية الأمريكية، بداية عظيمة لاقتلاع الهيمنة الأمريكية في المنطقة. متوعداً بالرد إذا تم استهداف إيران.[34]
- في رسالة تعزية قال عبدالملك الحوثي: "الاعتداء المباشر كان من الشيطان الأكبر المستكبر الأمريكي الذي باشر جريمة عدوانه بمتابعة من مستوياته القيادية العليا، دماء من قتلوا في معركة الاستقلال ومواجهة الاستكبار والتصدي للعدو الأمريكي والإسرائيلي، لن تذهب هدر"[35].
- محمد علي الحوثي: "هذا الاغتيال مدان، والرد السريع والمباشر في القواعد المنتشرة هو الخيار والحل".
لاحقاً أضاف محمد علي الحوثي: "إيران بما تملكه ليست عاجزة عن الرد، لكن التأخير في الرد ليس في صالحها"[36].
استراتيجية مابعد الجنرال
يبدو أن علاقة الحوثيين بطهران باتت وطيدة وقد تعدت كونها علاقة تتأثر بمقتل سليماني ، بل هي استراتيجية جعلت الجماعة تستغل الحادثة لتجذير الترابط الداخلي بينما استغلت إيران ذلك بقياس مدى اخلاص الجماعة لها.
يمكن اختصار استراتيجية الحوثيين بعد مقتل سليماني في اتجاهين الأول داخلي: يتمثل في إعادة ترتيب الأولويات، والثاني خارجي: يتمثل في الالتزام برؤية خليفة سليماني على رأس فيلق القدس.
قبل مقتل سليماني ظهرت بعض الاختلالات في جماعة الحوثي، على اثرها تم تصفية بعض قادة الجماعة الميدانيين[37]، كما أن اتهامات وجهت داخل الحركة لقادة يفضلون التفاهم مع السعودية بأن لديهم اتصالات سرية بـ" العدو "، وترى الجماعة أن الحادث فرصة لاعادة ترتيب الأولويات .
كما أن الدعم الإيراني للحوثيين يبدو أنه لن يتأثر هو الآخر، فإيران كانت تستعد لمقتل سليماني منذ فترة طويلة. كما أن "سليماني" هو رجل ينفذ خطط قيادات النظام الإيراني، لذلك سيبقى الدعم والتنسيق في تزايد، على الرغم من أن "سليماني" كقائد عسكري كان يمتلك قدرات التواصل مع الأخرين أفضل مما يقوم به قائد إيراني أخر.
خلف سليماني في قيادة فيلق قدس العميد اسماعيل قاآني، وقد جه اهتمامه إلى اليمن من خلال منصبه السابق كنائب لـ"سليماني" والذي تزايد بعد 2015، ويتميز بعلاقة جيدة مع المرشد، وكان "قاآني" قد تقاسم مع سليماني شؤون الدول ليمسك سليماني بشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، و"قاآني" بشؤون أفغانستان وآسيا الوسطى (حسب ما تشير مصادر غربية وإيرانية). لكن برزت تصريحات "قاآني"- وهو رجل متشدد للغاية- داعمة للحوثيين ومؤكدة لعلاقاتهم بإيران:
- في 23 أيار/مايو 2015، قال قاآني: "أولئك الذين يدافعون عن اليمن تم تدريبهم من قبل الجمهورية الإسلامية"[38]. مؤكداً أن قوة الحوثيين المتعاظمة تأتي بفضل "الثورة الإيرانية".
- كان أول من أعلن امتلاك الحوثيين لمنظومة صواريخ دقيقة التوجيه بمدى يصل إلى 500كم[39]. كما تحدث "قاآني" مراراً أن الحوثيين "مؤهلون" لاستهداف الولايات المتحدة الأمريكية و"الاحتلال الإسرائيلي"[40]. وتحدث أيضاً عن وجود صواريخ كورنيت المضادة للدبابات بيد الحوثيين التي تدمر الدبابات الأمريكية بفخر[41]، في حين أن هذا النوع من الصواريخ لم يكن موجودا من قبل في ترسانة الجيش اليمني أو ترسانة الحوثيين.
مهمة الانتقام
يمكن لإيران أن تدفع المتمردين الحوثيين في اليمن لشن هجمات انتقامية ضد الحلفاء الأمريكيين. الحوثيون أكدوا عقب مقتل "سليماني" أنهم ضمن "محور المقاومة" التابع لإيران، وأنهم يزدادون تماسكاً وقوة[42]. ويملك الحوثيون ترسانة قوية من الطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى صواريخ باليستية وصواريخ كروز، وكانوا قد استخدموها لشن هجمات في اليمن والسعودية والمياه المحيطة باليمن مثل البحر الأحمر والتأثير على مضيق باب المندب. وتُتهم إيران وقيادات في فيلق قدس بتشغيل الصواريخ الحوثية التي تنطلق باتجاه السعودية والإمارات. لذلك سيعمل قادة الحرس الثوري على تنفيذ الأهداف التي تضعها بلادهم بالتنسيق مع جماعة الحوثيين أو حتى دون تنسيق.
تشمل الأهداف المحتملة، على سبيل المثال لا الحصر، المطارات والبنية التحتية الحيوية والبنية التحتية للطاقة والأهداف العسكرية والسفن العابرة للبحر الأحمر. الحوثيون كانوا قد بدأوا التصعيد بالفعل ضد السعودية والإمارات قبل مقتل "سليماني" من خلال الإعلان عن قائمة أهداف جديدة "تسعة أهداف بالغة الأهمية منها ستة في السعودية وثلاثة في الإمارات"[43].
بالمجمل تتوقع السعودية تلقي هجمات مع الحوثيين، حيث نشرت صحيفة الشرق الأوسط السعودية خبراً عن تنسيق المملكة مع دول "صديقة" لمواجهة أي هجمات من الحوثيين. تقول الصحيفة: تفيد المعلومات بأن الاستراتيجية تتضمن «الاستعداد لتوجيه عمليات وضربات عسكرية مؤلمة لقادة الميليشيا لدفع ثمن اعتداءاتهم بحيث يتم التركيز على استهداف القادة المعطلين للحل السياسي ومقراتهم ومصالحهم في اليمن». وبُنيت هذه الاستراتيجية المطوّرة على «افتراض احتمالية قيام الميليشيا الحوثية بما تمليه عليها طهران للزج باليمن وشعبه في معركة لا ناقة له فيها ولا جمل»[44]. كما توجه الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي (مسؤول ملف اليمن وقائد التفاوض مع الحوثيين) إلى واشنطن بعد مقتل قاسمي سليماني لبحث التوتر في المنطقة والتقى "ترامب" والمسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية[45].
من خلال معلومات حصل عليها "أبعاد" فإن الحوثيين يسعون للعودة إلى عدن والسيطرة على قاعدة العند الجوية واستخدامها لمواجهة وجود أمريكي محتمل في عدن للتحكم في مضيق باب المندب. وسائل الإعلام الإيرانية أشارت إلى إرسال الولايات المتحدة جنود أمريكيون لحماية المضيق من هجمات محتملة للحوثيين انتقاماً ل"سليماني"[46]. وكثف الحوثيون هجماتهم على القوات الموجودة في الساحل الغربي للبلاد والتي يقودها نجل شقيق الرئيس اليمني السابق "طارق صالح" الذي يسيطر فعلياً على معظم الساحل الغربي بدعم من دولة الإمارات إضافة إلى معظم الجُزر القريبة من مضيق باب المندب. وإذا ما أراد الحوثيون الوصول إلى باب المندب بسهولة وإغلاقه سيحتاجون للوصول إليها العبور من خلال هزيمة أو اختراق قوات "طارق صالح" أو من خلال السيطرة على الجزر القريبة من المضيق.
ويمتلك الحوثيون صواريخ بحرية ذكية زودتهم بها إيران[47]، إضافة إلى تقنية الزوارق المفخخة دون ربان، التي بإمكانها تهديد حركة الملاحة في البحر الأحمر، إذ يمتلك الحوثيون شريطاً ساحلياً كبيراً. وسبق أن استهدف الحوثيون بوارج أمريكية وسفناً عسكرية وتجارية بين (2016-2019) في البحر الأحمر.
قبل مقتل "سليماني" تشير المعلومات التي حصل عليها "أبعاد" أن الجنرال الإيراني أشرف بالفعل على آخر العمليات لفيلقه إلى اليمن بتهريب منظومة دفاع جوي[48] إلى جماعة الحوثي المسلحة هناك، يمكنها من اصطياد الطائرات الحربية التابعة للتحالف. المعلومات تقول إنه جرى تهريب تلك المنظومة كقطع متعددة استمر نقلها مدة طويلة عبر البحر إلى اليمن. ويُعتقد أن تلك المنظومة قادرة على إصابة الطائرات الحربية في ارتفاع شاهق. لم يُعرف تسمية تلك المنظومة، لكن المعلومات تشير إلى أن قطعاً من صواريخ المنظمة كانت ضمن السفينة الإيرانية التي أعلنت الولايات المتحدة مصادرتها في بحر العرب مطلع ديسمبر/كانون الأول2019[49].
سيناريوهات الدور الحوثي:
رؤية جماعة الحوثي في الانتقام من مقتل قائد فيلق القدس "قاسم سليماني" أم لا، تعتمد على الرؤية الجديدة للحرس الثوري الإيراني وعلى تفاهمات طهران مع واشنطن ، خاصة مع فشل فك تحالفات الحوثيين بإيران ويمكن توقع التالي:
السناريو الأول: تخفيف التصعيد وعودة الحوار بين إيران وأمريكا وإتاحة الفرصة للنقاش حول تعديل اتفاقية البرنامج النووي الإيراني، وهذا يعني أن تجربة سبتمبر/أيلول2019 بين الحوثيين والسعودية ستتكرر مع استمرار الاتصال الإماراتي الإيراني.
فقد تذهب السعودية إلى مشاورات سريعة مع الحوثيين لتأمين نفسها من هجمات الحوثيين بإيعاز إيراني، وتقوم الولايات المتحدة والإمارات بممارسة ضغوط كبيرة على الرياض للقبول بأي اتفاق مع الحوثيين من أجل تخفيف التصعيد في المنطقة. في تكرار لنموذج سبتمبر/أيلول2019 عندما تبنى الحوثيون هجوماً على منشآت أرامكو النفطية السعودية، اُتهمت فيه إيران سارعت المملكة إلى إجراء مشاورات مع الحوثيين في مسقط.
السيناريو الثاني: التصعيد العسكري بين إيران والولايات المتحدة، وهذا ينعكس على المنطقة كلها ما يعني أن الحوثيين سيقومون بالمهمة الملقاة على عاتقهم للانتقام ضمن محور إيران، ومن بينها استهداف ممرات التجارة الدولية، وإغلاق مضيق باب المندب، ومهاجمة قواعد عسكرية امريكية القريبة، وضرب منشآت النفط والطاقة في دول الخليج ، وضرب بنى تحتية ومنشآت مدنية واقتصادية من بينها مطارات وموانئ إماراتية وسعودية.
وفي حال استمر التوتر بين الدولتين مع نجاح جهود الاحتواء الدولية ومنع زيادة التصعيد، فستسعى إيران إلى إيجاد موطئ قدم دائمة للحوثيين في السلطات اليمنية القادمة للبلاد، من خلال الشركاء الأوربيين والروس والصينين لنزع فتيل اندلاع حرب بالوكالة. قد تعتمد السعودية على الدعم الأمريكي لمواجهة وكلاء إيران في المنطقة لكن هذا الدعم لن يكون مضمونا خاصة بعد تراجع الولايات المتحدة عن اعتبار الحوثيين وكلاء إيرانيين.
خلاصة:
كشفت عملية الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس أن الميلشيات التابعة لايران في المنطقة ومنها جماعة الحوثي ملتزمة باستراتيجية مرشد الثورة الإسلامية الايرانية، ومستعدة للقيام بهجمات انتقامية، ومن الصعب تفكيكها وإبعادها عن مصالح ونفوذ إيران، لأن الإشراف والتمويل والسيطرة والبناء الأيدلوجي والعسكري لهذه الجماعة مرتبط ارتباطا وثيقا بالهيكل العام للحرس الثوري الإيراني، ما يعني أن نفوذ إيران في اليمن باقي ويتمدد مع بقاء جماعة الحوثي مسيطرة وقوية، ويبدو أن الاستقرار في الشرق الأوسط وليس اليمن فحسب أصبح رهينة بخيارات إيران والميلشيات التابعة لها إما إلى الفوضى في حال اختارت الحرب أو الاستقرار في حال اختارت السلام.
[1] Khomeini's Warriors: Foundation of Iran's Regime, Its Guardians, Allies around the World, War Analysis, and Strategies by Mehran Riazaty(2016)
https://www.amazon.co.uk/Khomeinis-Warriors-Foundation-Guardians-Strategies/dp/1514470330
[2] Qassem Suleimani's death threatens to open grisly new chapter in Middle East
https://www.theguardian.com/world/2020/jan/03/qassem-suleimani-iran-death-middle-east-us-trump
[3] تشير الدعاية الإعلامية الإيرانية وتصريحات المسؤولين الإيرانيين إلى هذا التهديد للأمن القومي الإيراني واستخدام الحلفاء في الشرق الأوسط لحماية إيران في المقام الأول.
[4] سليماني هو أداة وشخصية ينفذ خطط بلاده التي يقيمها النظام الإيراني في المنطقة، فالخطط بعد وفاته ستبقى مستمرة ودائمة في المنطقة، على الرغم من أن مقتله سيفقد إيران واحداً من أذكى وأشجع قادتها العسكريين/المخابراتيتين.
[5] معلومات عن صدور قرار من جماعة الحوثي إلى الاعلام الحربي بمنع تداول تصريحات بعض قياداتها التي تشك بفتحهم خطوط اتصالات مع السعودية .
[6] قد تستخدم إيران مقتل "سليماني" أيضاً لتأجيج الشارع العراقي ضد القوات الدولية حتى في حال حدوث تهدئة مع الولايات المتحدة ضمن جهود الاحتواء الدولية لمنع نشوب حرب مباشرة في المنطقة.
[7] البنتاغون يكشف تفاصيل جديدة عن الهجوم الإيراني https://cutt.us/MAfdS
[8] Iranian leader calls missile attack a 'slap' at US bases https://apnews.com/c7116313efdb56f4e928289faa1ad8cd
[9] US, Iran step back from the brink; Trump opts for sanctions
[10] بعد قصف قاعدة عين الأسد الامريكية في العراق، ما الخطوة القادمة لايران وحلفائها؟ https://www.bbc.com/arabic/interactivity-51036098
[11] محور المقاومة يرفع جاهزيته استعدادا لأي رد أمريكي – إسرائيلي https://arabic.sputniknews.com/world/202001081043985056
[12] هذه الاتهامات موجودة بالفعل ضد المتظاهرين في إيران الذين تحركوا خلال الأسابيع الأخيرة في تصعيد كبير للمطالبة بإصلاحات اقتصادية وتطورت لتشمل هتافات ضد المرشد ونظام الولي الفقيه بشكل عام.
[13] واشنطن... عن الذراع الضاربة لـ«الجنرال» في اليمن https://al-akhbar.com/World/282024
[14] شماره حساب کمیته امداد برای کمک به مردم مظلوم یمن اعلام شد https://www.isna.ir/news/94041609287
[15] Exclusive - Iran steps up support for Houthis in Yemen's war: sources https://uk.reuters.com/article/uk-yemen-iran-houthis/exclusive-iran-steps-up-support-for-houthis-in-yemens-war-sources-idUKKBN16S22P
[16] المصدر السابق
[17] كان ذلك قبل أن يحصل الحوثيون على صواريخ باليستية تصل إلى الرياض، وطائرات انتحارية مفخخة. ويبدو أن "سليماني" كان يوجه خطابه للإيرانيين بمن فيهم المسؤولين السياسيين والقادة العسكريين أن قدرات الحوثيين قوية وتتطلب سلاحاً أقوى وأكثر فعالية. حيث اعتمدت إيران في تسليح الحوثيين خلال سنوات الحرب على الطريقة الأمريكية في دعم الجهاديين في أفغانستان ضد الاتحاد السوفيتي، درجة/درجة مع تطور المعركة والوثوق بالجماعة وقدراتها.
[18] يمكن قراءة دراسة لمركز أبعاد حول السلاح الإيراني في اليمن: ارهاب السلاح الإيراني.. قوة تهدد أمن الخليج
عربي
https://abaadstudies.org/news.php?id=59755
انجليزي:
[19] واحد 190 - واحد انتقال اسلحه https://cutt.us/03ABp
[20] Rewards for Justice: Abdul Reza Shahla'i
[21] شهادت مدافع حرم سید مصطفی محمدمیرزایی http://www.iribnews.ir/fa/news/2613971
[22] مسؤول أمني في العاصمة صنعاء تحدث لمركز أبعاد شريطة عدم الكشف عن هويته خشية انتقام الحوثيين عبر مراسلات على تطبيق Signal مساء الجمعة (3 يناير/كانون الثاني2020)
[23] المؤتمر الصحفي نشرته القنوات الإيرانية الرسمية ومنها قناة العالم، ويظهر خلف قائد القوة جوفضائية أعلام (زينبيون الباكستانية وفاطميون الأفغانية وحماس الفلسطينية و"انصار الله" الحوثيون والحشد الشعبي العراقي وحزب الله اللبناني )
[24] عادة ما ينفي الحوثيون علاقتهم بإيران، لكسب المملكة العربية السعودية إلى صفهم وتأكيد أنهم لا يحملون أجندات إيرانية.
[25] كان الأمريكيون يقودون وساطة بين الحوثيين والسعوديين منذ أغسطس/آب 2019 لجمع الطرفين للتشاور في مسقط، وبعد هجمات أرامكو وإعلان الحوثيين مبادرة من طرف واحد بوقف الهجمات الباليستية وطائرات دون طيار على السعودية، اجتمع الطرفان للتشاور في مسقط بإشراف أمريكي.
[26] In shift, State’s Hook says Yemen’s Houthis independent from Iran https://www.al-monitor.com/pulse/originals/2019/12/state-department-hook-shift-yemen-houthi-independent-iran.html
[27] يشير دبلوماسي مطلع على المحادثات ل"أبعاد" عبر الهاتف في الأول من يناير/كانون الثاني 2020 إلى أن المشاورات تعذرت، برفض الحوثيين خطة سعودية بهدنة طويلة الأمد على الحدود بين اليمن والسعودية، ووقف دائم للغارات في أربع محافظات يمنية أخرى بينها صنعاء. لكن الحوثيين اشترطوا إعلان وقف العمليات الجوية للتحالف في اليمن بالكامل والجلوس على طاولة المفاوضات للتفاهم حول مستقبل البلاد بدون الحكومة المعترف بها دولياً.
[28] لحوثيون يستأنفون قصف السعودية بالصواريخ الباليستية http://www.yemenmonitor.com/Details/ArtMID/908/ArticleID/35868
[29] یمن سفیر فوقالعاده در ایران تعیین کرد https://www.farsnews.com/news/13980526001188
[30] هیات انصارالله یمن با خامنهای ملاقات کرد https://cutt.us/lmj2k
[31] وفد من الحوثيين يلتقي سفراء دول أوروبية لدى إيران http://www.adennewsagencey.com/22166/
[32] خلال تظاهرة في صنعاء.. جماعة الحوثي تتوعد بالانتقام لمقتل "سليماني" https://socotrapost.com/localnews/1771
[33] سكان وصور حصل عليها "أبعاد" من صنعاء
[34] الحوثي يهدد بالرد إذا هاجمت الولايات المتحدة إيران
http://www.yemenmonitor.com/Details/ArtMID/908/ArticleID/36083
[35] جماعة أنصار الله الحوثية تدين اغتيال سليماني وتحدد خيارات الرد https://arabic.rt.com/middle_east/1073524
[36] المصدر السابق
[37] تم تصفية قيادي ميداني بارز في ذمار يدعى علي الشرفي، بينما تم تصفية قيادي ميداني آخر في أمانة العاصمة يلقب ( أبو جلال).
[38] سردار قاآنی: دشمنان حریف مبارزان یمنی نیستند https://www.mashreghnews.ir/news/419987
[39] سردار قاآنی: یمنیها موشک 400 کیلومتری با خطای 10 متر در اختیار دارند https://fa.alalamtv.net/news/3932651
[40] نگاهی به مواضع و دیدگاههای جانشین «حاج قاسم»/ قاآنی: آمریکاییها را رها نخواهیم کرد https://www.farsnews.com/news/13981013000920
[41] المصدر السابق
[42] كلمة عبدالملك الحوثي يوم 8 يناير/كانون الثاني2020م تابعها باحث في "أبعاد" ويمكن الاطلاع على نصها عبر الرابط: https://www.ansarollah.com/archives/307771
[43] ستة بالسعودية وثلاثة بالإمارات.. الحوثيون يعلنون توسيع أهدافهم العسكرية وقتلى بقوات الحزام الأمني https://cutt.us/JhQN0
[44] تنسيق عسكري سعودي مع الحلفاء لردع الهجمات الحوثية
https://aawsat.com/home/article/2066391
[45] White House skewered for failing to disclose meeting Trump had with Saudi deputy defense minister https://edition.cnn.com/2020/01/07/media/oval-office-meeting-trump-saudi-arabia/index.html
[46] آمریکا از بیم واکنش ایران، نیرو وارد جنوب یمن کرد http://www.jahannews.com/news/713979
[47] يمكن قراءة دراسة لمركز أبعاد حول السلاح الإيراني في اليمن: ارهاب السلاح الإيراني.. قوة تهدد أمن الخليج
عربي
https://abaadstudies.org/news.php?id=59755
انجليزي:
[48] معلومات رصدتها المخابرات اليمنية تقول أن المنظومة مقلدة من S300 الروسية ولا يستبعد أن تكون بعض أجزائها من منظومة باور 373 التي أعلنت إيران امتلاكها.
[49] Officials: U.S. Navy seizes suspected Iranian missile parts set for Yemen