العودة الروسية إلى القرن الأفريقي عبر البوابة الإريترية

جيوبولتك | 23 سبتمبر 2023 00:00
العودة الروسية إلى القرن الأفريقي عبر البوابة الإريترية

ENGLISH

PDF

ملخص

بعد غياب دام لعقود، تعود روسيا للظهور في القارة الأفريقية. هذه العودة اكتسبت اهتماماً كبيراً من جانب وسائل الإعلام والحكومات والمجتمع المدني، وتعتمد على مجموعة من الأدوات والفرص، تحاول روسيا ترجمتها عبر الكثير من الآليات الواقعية التي يمكن من خلالها ترسيخ نفوذ حقيقي في القارة السمراء.

هذه الدراسة محاولة لفهم جوانب التعاون الروسي – الإرتيري، وآفاق العودة الروسية الى منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر عبر البوابة الإريترية على ضوء تشابه وجهات النظر بين الزعيمين الروسي - والإرتيري فيما يتعلق ببناء عالم متعدد الأقطاب، كما أنها تسلط الضوء على طبيعة العلاقة الإريترية- الروسية، خصوصاً بعد العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا (حسب الوصف الروسي).

 

مقدمة

إريتريا دولة في القرن الأفريقي عاصمتها أسمرة، يحدها السودان من الغرب وإثيوبيا من الجنوب وجيبوتي من الجنوب الشرقي، ولديها ساحل واسع على البحر الأحمر في الأجزاء الشرقية والشمالية الشرقية. تبلغ مساحتها نحو 117600 كيلومتر مربع[1].

وخلال السنوات الأخيرة، أظهرت روسيا اهتمامًا كبيرًا بالقارة الأفريقية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، ودعم المواقف الأفريقية، بالإضافة الى توجيه المؤسسات الاستثمارية الروسية للعمل في أفريقيا فضلًا عن زيادة نصيب حصة المنح المجانية للطلاب الأفارقة في الجامعات الروسية وإنشاء الكثير من مشاريع الطاقة، وبالتالي كان انعقاد القمة الاقتصادية والإنسانية الروسية - الإفريقية الثانية في مدينة سانت-بطرسبورغ أواخر مايو/أيار الماضي،  وبمشاركة 49 بلدًا أفريقياً، وتسوية  90بالمئة من الديون المستحقة لروسيا لصالح العديد من الدول الأفريقية، وإرسال شحنات القمح الروسي مجاناً لست دول أفريقية من بينها إرتيريا تعبيرًا واضحًا عن هذا الاهتمام المتزايد، فضلًا عن أن هذه القمة بحسب فسيوفولود سيفريدوف الخبير في مركز الدراسات الأفريقية ركزت بشكل أساسي على تشكيل آليات سياسية لتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية، كما خلصت إلى التوقيع على حزمة من الوثائق التي تحدد إطار العلاقات الروسية - الأفريقية للفترة حتى القمة المقرر عقدها في العام .2026

  تم إعطاء مكانة مهمة لتعزيز آليات شراكة للحوار الأفريقي – الروسي، بالإضافة إلى منتدى الشراكة الروسية الأفريقية، وآلية المشاورات السنوية بين وزير الخارجية الروسي وترويكا الاتحاد الأفريقي، أيضا تم إنشاء آلية تشاور بين وزارة الخارجية الروسية ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، و"البدء" في إنشاء آلية حوار رفيعة المستوى حول القضايا الأمنية. نص الإعلان الختامي على تطوير التعاون في المجالات السياسية والقانونية، وفي مجالات الأمن والتجارة والعلوم والثقافة،[2] وتسوية المبادلات التجارية بالعملات الوطنية.

فعلى الرغم أن حجم النفوذ الروسي يبدو ضعيفاً الى حد ما مقارنة بحجم النفوذين الصيني والغربي في القارة الأفريقية إلا أن الأحداث الأخيرة في غرب أفريقيا بدءاً من مالى ومن ثم بوركينا فاسو مروراً بالنيجر والغابون، يؤكد بلا شك نمو هذا النفوذ بشكل كبير في القارة الأفريقية خصوصاً في الآونة الأخيرة، من المعروف أيضا أن نظام العلاقات الاقتصادية الدولية الذي تم تشكيله في ظروف عالم أحادي القطب وضع قيودًا سياسية صارمة إلى حدٍ ما للمشاركين في "السوق الحرة"، إذ لا ينبغي أن يتوقع من معظم البلدان أن تتصرف خارج المألوف.

فصربيا على سبيل المثال رغم الأواصر التأريخية والدينية بينها وبين روسيا إلا أنها صوتت على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يدين روسيا في أوكرانيا، الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش، علل دعم بلغراد لقرار الأمم المتحدة بالقول بأن ذلك كان مدفوعا بالقلق على رفاهية صربيا وبسبب الضغط الخارجي، "وإذا لم نصوت في الأمم المتحدة بالطريقة التي صوتنا بها ، فسنكون اليوم بدون 30-50 مصنعًا وشركة مستثمرة غربية عملت بجد لإحضارها إلى صربيا.[3] فإرتيريا بلد يصوت باستمرار لصالح روسيا في الأمم المتحدة وفي كثير من الأحيان أكثر من سوريا وفنزويلا فما الذي يدعو إرتيريا لفعل ذلك؟ وهل يمكنها أن تكسب الكثير لنفسها من خلال الدخول في مواجهة دبلوماسية مع الغرب؟

وفقًا لبعض المحللين الغربيين، فإنه تم استبدال النفوذ الفرنسي بالروسي في منطقة الساحل عدى تشاد

مصدر الصورة https://clck.ru/35GDQH

 

لمحة تأريخية عن العلاقات الارتيرية -الروسية

عين الرئيس الروسي في ال 28 من يوليو 2023 مساعده مكسيم اوريشكين رئيساً لمجموعة العمل الخاصة الروسية رفيعة المستوى التي تم تشكيلها بناء على اتفاق بين الجانبين الروسي والإرتيري، والتي ستدرس إمكانيات بناء التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين خلال لقائه نظيره الإرتيري في القمة الروسية - الأفريقية في سانت- بطرسبورغ[4].

وبنظرة أكثر تفصيلية سنجد أن العلاقات الدبلوماسية بين روسيا وإريتريا بدأت رسمياً في 24 مايو 1993، وهو اليوم الذي أعلنت فيه إرتيريا استقلالها عن اثيوبيا. وتم افتتاح سفارة روسيا في العاصمة أسمرة عام 1994، وفي عام 1996، ثم افتتاح سفارة إريتريا في موسكو في العام 1996. وفي العام التالي، تم التوقيع على اتفاقية للتعاون العسكري التقني بين البلدين، وفي العام 2010بدأت إريتريا في بناء جسور بحذر مع روسيا.

 وبعد ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا، تسارعت العلاقة بين البلدين، فكان الدبلوماسيون الإريتريون أول من زاروا شبه الجزيرة في عام .2014 وبعد أربع سنوات أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن مفاوضات بشأن إنشاء مركز لوجستي روسي في أحد الموانئ الإريترية المهمة استراتيجيًا، والذي كانت الصين مهتمة به أيضًا[5]. وفي يناير/كانون ثاني 2017استقبل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف نظيره الإريتري عثمان صالح محمد في موسكو، وكذلك في أغسطس/آب 2018 في سوتشي.

وقد زار ميخائيل بوجدانوف مبعوث الرئيس الروسي الخاص للشرق الأوسط ودول أفريقيا، إرتيريا في الأعوام: 2013 و 2018 و 2022، وفي كل زيارة كان يلتقي بالرئيس إسياسي أفورقي، بالإضافة إلى عقد مشاورات بين وزارتي خارجية البلدين.

 في أكتوبر/تشرين أول 2019 ، شارك رئيس السلك الدبلوماسي الإريتري في القمة الروسية الأفريقية والمنتدى الاقتصادي في سوتشي، وفي مارس/أذار 2022 ، كانت إريتريا إحدى الدول الخمس التي عارضت قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يطالب الاتحاد الروسي بسحب قوته من أوكرانيا، (إلى جانب كل من: روسيا وبيلار وسوريا وكوريا الشمالية)، وفي مايو / أيار صوتت إريتريا ضد قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتشكيل لجنة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان المحتملة في العملية العسكرية الخاصة لروسيا في أوكرانيا[6]، وفي العام الجاري 2023 زار الرئيس الارتيري روسيا مرتين، الأولى للمشاركة في أعمال القمة الروسية الاقتصادية والإنسانية الأفريقية، والثانية للمشاركة – مع مجموعة من الزعماء الأفارقة- في يوم أسطول البحرية الروسية في مدينة سانت- بطرسوبرغ، الذي أعلن فيه الرئيس الروسي زيادة قوة أسطول بلاده بحوالي 30 سفينة من مختلف الفئات[7]، فيما يبدو كما لو أنها رسالة روسية واضحة لتعزيز ثقة الشركاء الأفارقة بقوة بلاده التي تواجه الهيمنة الغربية على جبهات مفتوحة ومتعددة.

 

محاولات العودة الروسية للقرن الأفريقي والبحر الأحمر 

على غرار الحرب الباردة، وما كان يجري خلالها من تسابق وصراع على مناطق النفوذ، ترى وسائل إعلام غربية ومراكز أبحاث أن ما يجري حاليًّا بين الغرب وموسكو هو إعادة إنتاج للحرب الباردة، حيث يظهر التنافس اليوم بين القوى الدولية على بعض المناطق الإستراتيجية من العالم، خصوصًا الشرق الأوسط والقرن الإفريقي؛ نظرًا للأهمية الجيوستراتيجية لهاتين المنطقتين بالنسبة لمصالح الدول الكبرى وسياساتها. ففي خضم هذه الحرب الباردة الجديدة ستسعى بعض القوى التقليدية إلى المحافظة على مناطق نفوذها، وتسعى دول أخرى إلى الحصول على مناطق نفوذ جديدة، وتسعى دول ثالثة إلى استعادة مكانتها ونفوذها[8].

قبل عشرين عامًا، أكدت الدبلوماسية الروسية وجودها في الشرق الأوسط والقرن الأفريقي، وحددت موسكو لنفسها هدف في سياق هذه "العودة" – وهو إنشاء قاعدة عسكرية على البحر الأحمر، كما كان الحال أيام الاتحاد السوفيتي. فاهتمام روسيا بالبحر الأحمر ليس جديدًا. فخلال الحرب الباردة، تنافست موسكو وواشنطن ولندن وباريس من أجل السيطرة على الشرق الأوسط والقرن الأفريقي. وفي هذا السياق، سعى الاتحاد السوفيتي إلى إقامة وجود عسكري دائم في شبه الجزيرة العربية والقرن الأفريقي من أجل تزويد عملياته البحرية في المنطقة، بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا الهدف الاستراتيجي لا يتوافق مع إحدى أهم سمات الاتحاد السوفيتي – وهو غياب الماضي الاستعماري في الشرق الأوسط. كل هذه الصعوبات حالت دون حصول موسكو على موطئ قدم ثابت في المنطقة، إلا إذا قبلت دولة صديقة بالتحالف معها، مثل أثيوبيا أو جنوب اليمن في الحقبة السوفياتية. كانت هذه التحالفات هشة لأنها كانت رهينة للتقلبات الجيوسياسية في هذه المنطقة المضطربة. على سبيل المثال، في سبعينيات القرن الماضي كان للجيش السوفيتي لفترة من الوقت جهاز عسكري في بربرة، وهو الميناء الرئيسي لما يطلق عليه اليوم بأرض الصومال. وأغلقت هذه القاعدة العسكرية في بداية الحرب بين الصومال وأثيوبيا عام 1977 عندما انحازت موسكو بشكل واضح لأثيوبيا مما أدى إلى طرد الجنود الروس من الصومال. ثم أدى انهيار الاتحاد السوفيتي إلى انخفاض كبير في الوجود الروسي في إفريقيا والشرق الأوسط، خاصة مع إغلاق قاعدة عدن في العام 1994.

 في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كانت لدى موسكو الموارد والرغبة في العودة إلى مناطق الشرق الأوسط والقرن الأفريقي واستعادة وجودها العسكري على شواطئ البحر الأحمر. لتأمين عودتها إلى البحر الأحمر، اعتمدت موسكو على قوتها الناعمة بدرجة أقل من اعتمادها على جاذبية قدراتها العسكرية وفعالية أجهزتها الأمنية، فقد ساعد نجاح حملة روسيا لحماية حليفها السوري على بناء الثقة مع موسكو كضامن للأمن، حتى بالنسبة للدول التي لم تكن جزءًا من الاتحاد السوفيتي[9].

 

ما سر الدعم الارتيري لروسيا؟

يتذكر الإريتريون الدعم الدبلوماسي الذي قدمته روسيا في الأمم المتحدة، خلال المواجهة مع أثيوبيا، وقد حاولت الدول الغربية مرارًا وتكرارًا اتهام إريتريا بخلق تهديدات للأمن الدولي، ففي 6ديسمبر/كانون أول 2011، امتنعت روسيا عن التصويت في مجلس الأمن الدولي على قرار العقوبات ضد إريتريا، لأنها اتهمت بالتورط في الهجوم الإرهابي المزعوم في أديس أبابا (عاصمة إثيوبيا) خلال قمة الاتحاد الأفريقي هناك في يناير/كانون 2011، وبعد الاتفاق مع إثيوبيا رفع المجتمع الدولي معظم القيود المفروضة على إرتيريا، لكنه بدأ على الفور في إعادتها بسبب صراع آخر في إثيوبيا، حيث قدمت إريتريا الدعم للخصم السابق. ففي أغسطس/آب 2021، فرضت الولايات المتحدة حزمة جديدة من العقوبات على إريتريا فيما يتعلق بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في منطقة تيغراي في إثيوبيا. لكن بحسب مراقبين فإن إريتريا أصبحت موضع ضغط دبلوماسي من الغرب بسبب موقفها المستقل في قضايا السياسة الخارجية[10]، ولأن روسيا تملك سلطة نفوذ في المجتمع الدولي ويعرف عنها استخدام حق النقض الفيتو في مجلس الأمن الدولي في الدفاع عن حلفائها رأت إرتيريا في اللحظة الجيوسياسية الراهنة فرصة لتمتين علاقاتها مع روسيا حتى لا تكون في مرمى قرارات دولية قادمة، مما قاله الرئيس الارتيري اثناء حديثه مع نظيره الروسي "إن الغرب يحاول احتواء روسيا أولاً، ومن ثم الصين في مرحلة لاحقة وحتى الدول الصغيرة التي لا تدور في الفلك الغربي، وإنهم يحاولون احتواء إريتريا الصغيرة، ومعاقبتها بالعقوبات لكننا لا نرضخ لتهديداتهم"[11].

 بحسب مراقبين فإن زيارة أفورقي لموسكو وقبلها بيكين تأتي في سياق محاولة كسر العزلة المفروضة على نظامه الذي يعاني بسبب آثار العقوبات الامريكية المفروضة على نظامه، وإن هذه الزيارة تستهدف إيجاد بدائل روسية في مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والتعدين والتعليم، إضافة إلى الاستفادة من التكنولوجيا العسكرية الروسية لإعادة تحديث وبناء الجيش الإريتري الخارج من حرب طاحنة بإقليم تيغراي الأثيوبي.

 

سر الاهتمام الروسي بإرتيريا 

تعتمد المقاربة الروسية لتمتين علاقتها مع إرتيريا على أن بلدان أفريقيا جنوب الصحراء تمتاز بديناميكية نشطة، خصوصا إنها بلدان يحتل الشباب النسبة الأكبر من تعداد سكانها، فضلاً عن معدلات نمو اقتصادي أعلى من المتوسط العالمي، وغنية بالمعادن التي لا يمكن الاستغناء عنها عند الحديث عن إنشاء صناعات حديثة عالية التقنية في مختلف الصناعات، بالإضافة إلى ذلك تقع إرتيريا على شواطئ البحر الأحمر، ولديها بنية تحتية متطورة للموانئ مما يسهل الاتصال بالمنشآت الصناعية في البلاد، ويبدو أن روسيا تركز على إنشاء مناطق صناعية حرة في إرتيريا على غرار تلك المناطق التي يتم انشائها في مصر، وسيكون لذلك تأثير مثمر في خفض تكاليف إنتاج السلع الروسية، فعلى المدى المتوسط قد تصبح إرتيريا جسراً جديداً يربط روسيا بهذا الجزء المهم من القارة الأفريقية[12].

في منتصف شهر يوليو/تموز الماضي، وافقت إدارتا سيفاستوبول في البحر الأسود وميناء مصوع عند تقاطع البحر الأحمر والمحيط الهندي على العمل باتفاقية التعاون الموقعة في عام 2018، ووفقًا لسفير إريتريا لدى روسيا الاتحادية بيتروس تسيغاي، فإن الوثيقة تسمح بتطوير التعاون بين شبه جزيرة القرم وبلاده، وتكثيف الشراكة الاقتصادية الثنائية بشكل عام. فالمركز اللوجستي المتوقع بناؤه في ميناء مصوع يهدف لإعادة شحن البضائع وشحنها لاحقًا - في إطار الاستيراد الموازي وإعادة التصدير إلى الاتحاد الروسي من الدول غير المشاركة في العقوبات ضد روسيا، ومن المقرر أيضًا أن يكون هذا الميناء مركزاً لتوزيع شحنات التصدير القادمة من جميع دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، التي سيتم تصديرها إلى الدول المجاورة لإريتريا في شمال شرق وشرق إفريقيا[13].

 

صورة توضح مينائي مصوع وعصب الارتيريين.   مصدر الصورة https://clck.ru/35GEwo

وفقًا للباحثة بجامعة برونيل، آنا ماريا بلوي، فإن روسيا تتنافس مع الصين والقوى الغربية على النفوذ في القارة الأفريقية لتعزيز مصالحها العسكرية والاقتصادية، ولتحقيق هذه الأهداف تستخدم روسيا 3 وسائل دفع رئيسية: مبيعات الأسلحة والمساعدات العسكرية وعقود الطاقة. 

ويعد البحر الأحمر منطقة استراتيجية بالنسبة لروسيا، فـ 24٪ من صادراتها النفطية تمر عبر هذا البحر إلى دول مختلفة، لذلك اعتقدت أن وجود قواعد بحرية على سواحله يمكن أن يوفر موطئ قدم لها في المياه الدافئة، فمن المرجح أن تنشئ روسيا قاعدة لوجستية بحرية في إريتريا في السنوات الخمس المقبلة، تليها استثمارات في البنية التحتية وقطاع الطاقة. ومن المحتمل جدًا أن تحاول روسيا الدخول في منافسة بحرية مع الصين وفرنسا والولايات المتحدة في البحر الأحمر من أجل تعزيز مكانتها كقوة عالمية. ولهذه الغاية، يتمثل أحد أهداف روسيا في إنشاء قاعدة عسكرية وميناء بحري في إريتريا.

يحتل ميناءا إريتريا، مصوع وعصب نقاطًا استراتيجية على البحر الأحمر. على الرغم من أن الغرض المعلن للاتفاقية الموقعة بين روسيا وإريتريا كان تحفيز التجارة والمعاملات التجارية بين البلدين، فمن المرجح بحسب مراقبين أن يسمح للروس بجمع معلومات استخبارية عن الشحن الذي يمر عبر البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط ​​وبحر العرب. وسيشمل ذلك السفن الحربية الأمريكية والصينية التي تغادر الخليج العربي والمحيط الهندي.

في 24 مايو/أيار 2022، نظمت إريتريا احتفالات بمناسبة الذكرى ال 31 لاستقلالها، تحدث خلالها الرئيس أفورقي عن الحرب في أوكرانيا، ودافع عن روسيا، ملقياً باللوم في الصراع على الدول الغربية. وقارن الزعيم الإريتري في حديثه، نضال إريتريا من أجل الاستقلال بالديناميكية الدولية الحالية، التي يقودها ما أسماه "سوء تفسير نهاية الحرب الباردة" من قبل النخب الغربية المهيمنة التي اعتقدت أنها يمكن أن تنتهز فرصة تاريخية. بعد انهيار القطبية السوفييتية الأمريكية القائمة على المنطق الاستعماري الجديد. 

يعتقد أفورقي أن محاولة احتواء روسيا تتجلى في توسع السيطرة السياسية والعسكرية الغربية في أوروبا الشرقية، وفي التضحية بأوكرانيا كأداة في استراتيجية تهدف إلى التصعيد والصراع. ووفقًا للرئيس الإرتيري، فإن هذه هي نفس الاستراتيجية التي اعتمدها الغرب للحد من دور الصين في آسيا، واستغلال الديناميكيات المرتبطة بهونج كونج وتايوان، ووفقًا لصحيفة "أفريكا تايمز"، فإن إرتيريا "إسياسي أفورقي" ستدعم نشر قاعدة بحرية روسية على البحر الأحمر. وهذا يؤكد الشائعات التي يتم تداولها منذ فترة حول هذا الموضوع فيما يتعلق برحلات وزير خارجية إرتيريا إلى موسكو وما تبع هذه الزيارات من مفاوضات ثنائية لاحقة[14].

 

إسياسي أفورقي والموقف الامريكي

وفقًا لمنتدى فكرة التابع لمعهد واشنطن، دعمت الولايات المتحدة استقلال إرتيريا عن إثيوبيا في أوائل التسعينيات، وكانت هناك علاقة بناءة بين البلدين، وخططت أسمرة لاتباع سياسات اقتصادية ليبرالية جديدة. وبينما كانت واشنطن تعتبر أسمرة حليفًا مهمًا بسبب موقعها الاستراتيجي على البحر الأحمر، ولإثبات أهميتها، فقد زارها قائد القيادة المركزية الأمريكية آنذاك الجنرال تومي فرانكس. لكن بعد الخلاف الحدودي بين إريتريا وأثيوبيا عام 1998 تغير موقف إريتريا تجاه أمريكا. وأعقب ذلك انقلاب الرئيس الإريتري إسياسي أفوقي على قادة حزبه واعتقال وطرد عدد من القادة العسكريين ورجال الأعمال، مع تبني أيديولوجية قومية تقوم على الارتياب من الخارج، وهو ما تجلّى في النزاعات مع الجيران، بالإضافة إلى وصفها للولايات المتحدة بأنها أكبر تهديد لإريتريا.

كان من المتوقع أن تستمر العلاقة بين إريتريا والولايات المتحدة الأمريكية في اتجاه الصعود، حتى جاءت إدارة كلينتون، وغيّرت تحالفاتها الاستراتيجية في القارة الإفريقية بموجب خريطة جديدة تجاهلت فيها إريتريا كحليف استراتيجي واتخذت أثيوبيا بديلا عنها في الشرق الإفريقي. وتراجعت العلاقات الإريترية الأمريكية بقوة ملحوظة، إلى أن تفجرت الخلافات بشكل صارخ مع حلول العام 2000.

لقد أدى إحباط إريتريا من تجاهل أمريكا لها، إلى قيامها بحملات اعتقالات واسعة لمن لهم صلة بالإدارة الأمريكية، ولم تبال إرتيريا بالاستنكار الأمريكي والدولي لحملتها، فقامت بتصعيد الموقف باعتقال مواطنَين أمريكيين من أصل إريتري كانا يعملان في السفارة الأمريكية بأسمرة، وكان من الطبيعي أن تقوم الولايات المتحدة بتصعيد الموقف رداً على مواقف إريتريا، وذلك بحرمان الدبلوماسيين الإريتريين من امتيازاتهم الدبلوماسية[15].

بعد العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا تصاعد الخطاب الإريتري المناهض للسياسة الأمريكية، إذ أشار الرئيس أفورقي، في فبراير/شباط 2023، وخلال حواره مع التلفزيون الإريتري، إلى ما وصفها بالحقائق التاريخية لتداعيات استراتيجية الأمن القومي الأمريكية الجديدة على السلام العالمي والإقليمي، وقال: “إن الثقافة السياسية العميقة الجذور، المرتكزة على الجشع والسيطرة من قبل قلة قليلة، كانت السبب الرئيسي للاضطرابات والصراعات التي أفسدت العالم في العقود الماضية”.[16]

وفي البيان الصحفي للكرملين عقب اللقاء الذي جمع الرئيسين الروسي والارتيري، على هامش القمة الافريقية الروسية في مدينة سانت- بطرسبورغ، جدد أفورقي دعم بلاده لروسيا في مواجهتها مع الناتو بالقول "عندما نتحدث عن الوضع بين روسيا وأوكرانيا، أقول: إنه لا توجد حرب بين روسيا وأوكرانيا، وما يحدث ليس الا حرب أعلنها الناتو ضد روسيا. مؤكدا أن هذه الحرب ليست ضد روسيا فقط، ولكنها حرب يشنها الغرب على العالم من أجل الهيمنة. وإن أجندة ما بعد الحرب الباردة تتمثل في خيال احتواء روسيا واحتواء أي قوة كبيرة كانت أم صغيرة تتحدى الغرب على المستوى الثقافي والاجتماعي والتكنولوجي والسياسي."[17]

 

لا يتعلق الأمر بصفقات السلاح فقط

وبحسب الباحث أوغول ترك، فإن دافع اهتمام روسيا بأفريقيا لا يقتصر على الاقتصاد أو العسكرة، بل يشمل القضايا الإنسانية وقضايا السلام والتعليم بالإضافة إلى القضايا الأمنية. على سبيل المثال تعد روساتوم جزءًا من جهود القوة الناعمة المحدودة لروسيا في إفريقيا. وتقوم الشركة بتمويل البرامج التعليمية في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، بما في ذلك المسابقات العلمية لطلاب المدارس الثانوية والجامعات. وتقدم منحًا دراسية للأفارقة للدراسة في روسيا.[18]

يعج القرن الأفريقي بالصراعات المحلية وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، على الرغم من كونها منطقة استراتيجية جيوسياسية وتحتوي على موارد طبيعية هائلة من المعادن النادرة والنفط. لهذا فإن أوغول يتوقع أنه على المدى القصير، ستركز السياسة الروسية على التعاون السياسي، ومبيعات الأسلحة والاستثمار في الموارد الطبيعية[19]

ويبقى السؤال الاكثر أهمية هل تستطيع موسكو دفع تكلفة صيانة هذه العودة بشكل مستمر خصوصاً في ظل عبء التحديات الاقتصادية والسياسية بسبب الجبهات الجيوسياسية المستعرة والمفتوحة مع الغرب؟

 

المصالح الروسية - الإريترية

تعتبر روسيا من أكبر مصدري الطاقة والأسلحة في العالم، فبحسب التقرير السنوي الصادر عن معهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري) لعام 2020، مثلت الصادرات العسكرية الروسية لأفريقيا 18 في المائة من إجمالي صادرات روسيا من الأسلحة في الفترة ما بين عامي 2016 و2020. لذلك تأمل إريتريا الاستفادة من التجربة الروسية في هذا المجال لتطوير اقتصادها ودفاعها، وقد بدأ البلدان التعاون العسكري تمهيدًا لإنشاء مركز استراتيجي على الساحل الإريتري. ونتيجة لمحدودية الخيارات الاقتصادية لموسكو مقارنة بمنافسيها الرئيسيين، الصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مثــّل سوق خدمات الأمن العسكري الجانب الأكثر وضوحًا لوجودها في أفريقيا وبوابة لتوسيع نفوذها الجيوسياسي والاقتصادي للاستفادة من القارة السمراء. 

وفي هذا السياق يتم الحديث عن محاولات موسكو بناء قاعدة عسكرية في أفريقيا، وعلى وجه الخصوص على ساحل البحر الأحمر. اذ جاء في العقيدة العسكرية البحرية الروسية الجديدة التي وقع عليها الرئيس الروسي فلاديمير في يوليو/تموز 2022 بأن روسيا ستقوم بإنشاء نقاط دعم لوجستي لسفن البحرية في البحر الأحمر والمحيط الهندي، ويؤكد يوري بوريسوف النائب السابق لرئيس الوزراء الروسي لشؤون المجمع العسكري الصناعي، أنه "من الحيوي بالنسبة لنا بناء قدراتنا لضمان وحماية المصالح الوطنية الروسية في المحيطات"، وشدد على أن تعديل العقيدة البحرية أخذ في الاعتبار التغيير في الوضع الجيوسياسي والعسكري الاستراتيجي في العالم.[20]

 

بوتين اثناء توقيعه على العقيدة البحرية الروسية الجديدة يوليو 2022 

مصدر الصورة https://clck.ru/35GE7U .

 تأمل روسيا أن يكون لها وجود في البحر الأحمر يسمح لها بالحصول على موطئ قدم بين القوى الكبرى المتنافسة في المنطقة، للعب دور أكثر أهمية في الساحة الإقليمية، وزيادة نفوذها السياسي ومكانتها كقوة كبرى، فضلاً عن توفير قاعدة في البحر الأحمر، مما يسمح بجمع معلومات استخبارية عن الحركة الملاحية فيها، قال لافروف في مؤتمر صحفي بعد محادثاته مع نظيره الإريتري عثمان صالح: "من بين الخطط طويلة المدى التي سيتم دراستها بالتفصيل، أذكر إمكانية استخدام القدرات اللوجستية لميناء مصوع وكذلك مطار هذه المدينة، مما يثير الاهتمام بقدراتها في مجال العبور، الجانب الإريتري مهتم بهذه المسألة ونحن مستعدون للمساعدة".

بحسب الباحث في الشؤون الإفريقية إبراهيم إدريس، فإن اختيار وزير الخارجية الروسي للدول التي شملتها زيارته لم يكن مصادفة، فبالإضافة إلى إريتريا، تم إدراج أنغولا وجنوب أفريقيا، وكلها دول "دعمت موقف روسيا في الأمم المتحدة وفي المجتمع الدولي ككل ". كانت إريتريا الدولة الأفريقية الوحيدة التي صوتت ضد قرار للأمم المتحدة الذي يدين العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا[21].

 

مميزات الموقع الإريتري لروسيا

يتمتع الموقع الإريتري بالعديد من المزايا، فساحل إرتيريا قريب جدًا من باب المندب المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، أحد أهم الممرات المائية في العالم، كما أنه بداية الطريق إلى المحيط الهندي. علاوة على ذلك، يبلغ عرض المضيق عند أضيق نقطة منه 38 كيلومترًا فقط، وهذا يعني من الناحية النظرية، أنه ليس من الضروري حتى أن يكون لديك أسطول هناك، سيكون كافيا نصب بطاريات ساحلية لتكون قادرة على "إغلاق" هذا المسار أمام أي سفينة.

 

مصدر الصورة: https://dzen.ru/a/ZHeD_5no9TnuT5k

 

من وجهة النظر هذه، ستكون القاعدة البحرية في إريتريا أكثر إثارة للاهتمام من القاعدة الموجودة في السودان المجاور، التي يتم الحديث عنها.[22]

ايضا سيدعم هذا الموقع المهم العمليات الروسية في أجزاء أخرى من المنطقة، مما يخلق منصة لجمع المعلومات الاستخبارية لمراقبة أنشطة القوات الأمريكية والصينية والفرنسية والتركية أو اليابانية، وكذلك القوات السعودية والإماراتية في البحر الأحمر وما حوله وشبه الجزيرة العربية، والوضع الأمني ​​في جميع أنحاء القرن الأفريقي. من ناحية أخرى، فإن النظام الحاكم في إريتريا قادر على تنفيذ أو فرض أي اتفاق نتيجة لغياب أي معارضة سياسية أو قوى مجتمع مدني قادرة على محاسبة الحكومة على مثل هذه القرارات[23].

 

خاتمة

لماذا تحتاج روسيا أفريقيا؟ ولماذا تحتاج أفريقيا روسيا؟  وجهة نظر ترى أن روسيا تحتاج أفريقيا لتثبت أنها ليست في حالة عزلة دولية كما يتوهم الغرب، وأن دول أفريقيا تحتاج روسيا للتزود بالأسلحة وتعزيز أنظمتهم السياسية بمساعدة الشركات الأمنية الروسية. غير أن الواقع يؤكد أن روسيا تتحرك في أكثر من اتجاه وأكثر من قارة، في أمريكا اللاتينية وفي آسيا وغيرها، وفي العالم اليوم يمكن اقتناء السلاح من الصين وحتى من فرنسا، ما تحتاجه روسيا من أفريقيا هو أن القارة السمراء بالنسبة لروسيا سوق ضخمة ومتنامية بالنسبة للمنتجات والتقنيات الروسية (من الحبوب الى محطات الطاقة النووية)، ومجال مهم للنفوذ الجيوسياسي (القواعد العسكرية، والتصويت في الأمم المتحدة)، "ففي ظل حالة الفوضى التي يمرّ بها النظام الدولي والتطورات الإقليميّة في القرن الإفريقي والشرق الأوسط- يبدو أن نمط سياسة إنشاء قواعد عسكرية روسية بالخارج ولاسيّما في المناطق الحيوية من أهم دوافع التحركات الروسية لملء هذا الفراغ، ولاسيّما الصراع بينها وبين الغرب، وهذا يزيد من احتمال تحوّل أفريقيا إلى ميدان للصراع بين الطرفين، "وهو ما يدور حاليا".

أخيرًا، تمتد العلاقة بين موسكو وأسمرة على نطاق واسع من المجالات، من الأسلحة إلى الطاقة والمناطق الصناعية الى السياسة الدولية، والرؤية المشتركة لعالم جديد متعدد الأقطاب، والإيمان بوجود مؤامرة غربية ضد البلدين. "وسيبقى مشروع الحلم الروسي المتمثل في موطئ قدم على البحر الأحمر ورقة رابحة و "خيار آخر"، تقوم به أسمرة لمناورة واشنطن وحلفاءها لضمان الحفاظ على ما تعتبره مصالح البلاد العليا، المتمثلة باستمرارية نظام إسياسي أفورقي، وعندما يشعر الأخير بتهديد هذه المصالح فإن طموحات الكرملين الروسي ستختبر على ضفاف المياه الدافئة، عند مدخل باب المندب على مقربة من أهم خطوط الاختناق البحرية وممرات التجارة العالمية. ويمكن القول إن لحظة ما بعد العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا والتوترات الصينية الأمريكية فيما يتعلق بتايوان ومنطقة بحر الصين عززت النزعة الاستقلالية للكثير من دول العالم الرافضة للهيمنة الغربية. 

 

 

قائمة المراجع


[1] ويكيبيديا https://clck.ru/348kGY (تاريخ الدخول في 22 يوليو.2023)

[2] Российский Совет по Международным Делам: овторное знакомство: как Россия и Африка встретились в новыхусловиях 3 августа 2023 [Электронный ресурс]. – Электрон. дан. Режим Доступа: https://clck.ru/35CNS3 (Датаобращения:  3.07.2023 )

[3] Вучич объяснил поддержку антироссийской резолюции в ООН заботой о Сербии:  [Электронный ресурс]  // РИА Новости (06.03.2022) – Режим доступа: https://ria.ru/20220306/rezolyutsiya-1776861654.html

[4] Путин рассчитывает на развитие отношений России и Эритреи: [Электронный ресурс]. – Электрон. дан. РежимДоступа:  https://clck.ru/359QaH (Дата обращения:  30.07.2023 )

[5] Из Африки с любовью: что такое Эритрея и почему она все время поддерживает Россию:  [Электронныйресурс]  // postnews. (04 МАЯ 2022) – Режим доступа: https://postnews.ru/a/17780 (Дата обращения:  26.07.2023 )

[6] Что известно об отношениях России и Эритреи : [Электронный ресурс]. – Электрон. дан. Режим Доступа: https://tass.ru/info/16893295 (Дата обращения:  24.07.2023 )

[7] Главный военно-морской парад: kremlin 30 июля 2023 года  [Электронный ресурс]. – Электрон. дан. РежимДоступа: http://www.kremlin.ru/events/president/transcripts/71848 (Дата обращения:  22.07.2023).

[8]  عباس محمد صالح، "مستقبل التحركات الروسية في إفريقيا القرن الإفريقي نموذجًا، "مجلة (رؤية تركية)، السنة (السابعة)، العدد الثاني، يونيو 2018، ص: 173.

[9] علاء بريك، إرتيريا وروسيا جدل المصالح المتبادلة، رؤية الإخبارية، 16مايو 2022، https://clck.ru/348k6c  (تاريخ الدخول في26 يوليو.2023).

[10] Российский Совет по Международным Делам: Почему Эритрея поддержала Россию? 18 марта 2022 [Электронный ресурс]. – Электрон. дан. Режим Доступа: https://clck.ru/359xxs (Дата обращения:  27.07.2023). 

[11]  Встреча с Президентом Эритреи Исайясом Афеворки: kremlin (28.07.2023) [Электронный ресурс]. – Электрон. дан. Режим Доступа: http://www.kremlin.ru/events/president/transcripts/copy/71830 (Дата обращения: 30.07.2023).

[12] Там. Же .

[13] Россия возвращается в Африку: дорогу осилит идущий: fondsk.ru( 29.07.2023) [Электронный ресурс]. – Электрон. дан. Режим Доступа: https://clck.ru/35GDQH (Дата обращения:  07.08.2023).

[14]  صهيب عبد الرحمن، عودة روسيا العظمى عبر القرن الأفريقي، 15يوليو 2018 https://clck.ru/348kQ6  ، (تاريخ الدخول في 4 يوليو 2023).

[15]  العلاقة الإريترية الأمريكية الماضي والحاضر والمستقبل، الصومال الجديد، 9 ديسمبر 2018 https://clck.ru/34E9PA (تأريخ الدخول في 20 يوليو.2023).

   [16]دكتور حمدي بشير، طموحات “أفورقي”:لماذا يتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإريتريا؟, 22 فبراير 2032 https://clck.ru/34E9SE(تاريخ الدخول في 4.ابريل.2023 ).

[17]  Встреча с Президентом Эритреи Исайясом Афеворки: kremlin (28.07.2023) [Электронный ресурс]. – Электрон. дан. Режим Доступа: http://www.kremlin.ru/events/president/transcripts/copy/71830 (Дата обращения: 30.07.2023).

[18] Россия возвращается в Африку(31.08.2022). [Электронный ресурс]. – Электрон. дан. Режим Доступа:  https://dzen.ru/a/Yw-HUiaO7QW9lRWw Дата обращения:  30.07.2023 ).

[19] جريدة الشرق الأوسط، تأثير سعي روسيا في استخدام ميناء مصوع الإريتري 27 يناير ,2023، https://clck.ru/346NUR  (تاريخ الدخول في 7 أبريل.2023). 

[20]  Путин подписал Морскую доктрину, согласно которой в Красном море и Индийском океане будут созданы.. : [Электронный ресурс]. – Электрон. дан. Режим Доступа: https://clck.ru/35GE7U (Дата обращения:  03.08.2023 )

[21] Зачем Россия заводит дружбу с беднейшей африканской страной Эритреей, 31 мая2023 : [Электронныйресурс]. – Электрон. дан. Режим Доступа: https://dzen.ru/a/ZHeD_5no9TnuT5k-?share_to=link (Дата обращения:  22.07.2023 ) 

[22] عبد القدير محمد علي، إريتريا هل تحتضن ارتيريا أول قاعدة روسية على البحر الأحمر؟ 7مارس 2023 https://clck.ru/348k5K  (تاريخ الدخول في 7 أبريل 2023).

[23] Там. Же.

 

نشر :